5 دروس من الحرب الأوكرانية.. موسكو وواشنطن بقفص الاتهام
منذ بدء الحرب بأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي تكبد الطرفان أكثر من مائة ألف ضحية، إلى جانب آلاف الدبابات والمركبات المدرعة.
فيما تقلص الاقتصاد الأوكراني بحوالي 30%، ونزح أكثر من 30% من سكان البلاد. وتعرضت بنية البلد التحتية للدمار، وتضرر حوالي 40% من قدرته على توليد الكهرباء.
ولا يبدو أي من الجانبين مستعدا لتقديم تنازلات أو حتى التفكير في وقف إطلاق النار، بحسب تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
واستعرض التحليل 5 دروس يمكن للقادة والرأي العالم حول العالم تعلمها بعد عام من الحرب في أوكرانيا.
إساءة التقدير
من الواضح في الوقت الحالي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أخطأ" عندما افترض أنه لا يمكن لأوكرانيا إبداء مقاومة قوية، كما "أساء" تقدير القوة العسكرية الروسية بشكل كبير، وقدرة أوروبا الغربية على إيجاد مصادر بديلة للطاقة، وفق "فورين بولسي".
لكن الغرب "أخطأ" أيضا، حيث استبعد في البداية احتمال استمرار الحرب لسنوات، وبالغ في فاعلية العقوبات الاقتصادية، و"استهان" بقوة المعارضة الروسية للجهود الغربية لضم أوكرانيا إلى فلك الغرب.
اتحاد لمواجهة "عدوان"
أعادت الحرب في أوكرانيا التذكير بأن الدول في النظام الدولي عادة ما تتحد لمعارضة "الأعمال العدوانية"، وهذا درس آخر تجاهله بوتين، وبالإضافة إلى اعتقاد الرئيس الروسي بأن أوكرانيا ستنهار بسرعة، يبدو أنه افترض أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يرد بقوة كما حدث.
وبدلا من مواجهة خصم ضعيف، تشن روسيا حربا ضد بلد يدعمه تحالف يبلغ إجمالي ناتجه المحلي مجتمعا أكبر بعشرين مرة تقريبا من إجمالي الناتج المحلي لروسيا، كما ينتج ذاك التحالف أكثر الأسلحة تطورا في العالم، وتراجع اعتماده على إمدادات الطاقة الروسية.
النهاية
يفضل الأمريكيون التفكير في الحرب على أنها موجة قصيرة من الصدمة والرعب، يليها منح الميداليات وربما موكب نصر. لكن الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان استمرت لسنوات، وهذا فقط لأن الولايات المتحدة اختارت احتلال كل بلد وتنفيذ إصلاحات سياسية واجتماعية واسعة النطاق، وكانت النتيجة تمردا قويا لا يمكن هزيمته بتكلفة مقبولة.
لكن الوضع مختلف في أوكرانيا، حيث أحبط الهجوم الروسي الأولي، وتبدد هدف موسكو المتمثل في تغيير سريع للنظام في كييف، وفق فورين بوليسي، غير أن روسيا لم تذكر في أي مرحلة أن إسقاط نظام كييف هو هدف عمليتها العسكرية.
وبعد 12 شهرا، لا تزال القوات التقليدية لأوكرانيا وكييف يتواجهان بساحة المعركة، ويبحثان عن سبل جديدة للفوز. وبالرغم من تغير الحظوظ لم يتمكن أي من الجانبين من توجيه الضربة القاضية.
المتطرفون وصعوبة التسوية
نظرا لأن الرهانات مرتفعة، يجب أن تكون الحرب وقتا للتفكير وإجراء الحسابات بدقة بشكل خاص. لكن للأسف، غالبا ما تكون الحرب هي الوقت الذي تٌغرق فيه الآراء المتشددة تلك الأكثر اعتدالا، وبالتالي، بحيث يصبح من الصعب مناقشة أي شكل من أشكال التسوية، حتى عندما لا يكون أمام أي من الجانبين مسارا واضحا للنصر.
ضبط النفس
الدرس الأخير، ويمكن القول إنه الأهم، وفق فورين بولسي، هو أن سيناريو الحرب كان ليكون أقل احتمالا بكثير إذا تبنت الولايات المتحدة استراتيجية لضبط النفس في السياسة الخارجية، وإذا استجاب صناع السياسة الأمريكيون والغربيون للتحذيرات المتكررة من تداعيات التوسع المفتوح لـ"الناتو" بدلا من محاولة ضم أوكرانيا إلى المؤسسات الأمنية والاقتصادية الغربية.
ووفق فورين بولسي، يتحمل بوتين المسؤولية عن شن الحرب، لكن إدارة الرئيس جو بايدن وأسلافها ليسوا أبرياء أيضا.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز