ذكرى تحرير الرقة.. هل يستعيد داعش "عاصمته" المزعومة؟
قبل 4 سنوات وقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب معلنا تحرير "الرقة" من داعش.. فلماذا يخشى السوريون من عودة التنظيم الآن؟
كغيرها من المدن السورية لم يكن العالم مدركا لما يدور في الرقة بوضوح قبل 2014 حتى أعلنها تنظيم داعش الإرهابي عاصمة لخلافته في سوريا والعراق.
ومع الإعلان الداعشي سجل العالم مجموعة من أبشع الجرائم والانتهاكات كسبي النساء وبيعهن وتجنيد الأطفال وحصر وظيفة المرأة في الزواج والإنجاب وتزويج القصر لقياديي التنظيم.
وبحسب ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أبو جاسم الرقاوي رئيس مجلس الرقة المدني فإن داعش يقوم حاليا بشكل سري بتجميع عناصره.
ولا يزال التنظيم الإرهابي يشكل خطورة لكونه ليس لديه أي مكان أو جبهة قتال مباشرة ولكنه يعمل على تشكيل خلايا في مناطق الفرات والبادية ولديه دعم خارجي من بعض المعارضين للإدارة الذاتية.
كيف تم التحرير؟
استيقظ السوريون في الرقة قبل سنوات على فاجعة تفجير كل خزانات المياه ثم توالت حوادث اغتصاب النساء والسبي والتهجير وجرائم داعشية أخرى لم تقل خطورة.
وفي العام التالي بدأت القوات السورية مدعومة من روسيا ثم قوات سوريا الديمقراطية تدعمها الولايات المتحدة في ضربات مختلفة ضد الدواعش امتدت من العام 2015 إلى 2017.
وعن التحرير، يقول "الرقاوي" إنه تم على مرحلتين الأولى تحرير القرى والثانية تحرير المدينة؛ حيث دخلوا على 3 محاور كمقاتلين سقط منهم كثيرون قتلى وجرحى.
ويصف رئيس مجلس الرقة المدني المعارك التي دارت حينها بأنها "طاحنة وعنيفة"، مؤكدا أن التنظيم كان يقاتل من أجل الموت، أما نحن كقوات سوريا الديمقراطية فنقاتل من أجل الحياة وفي سبيل غد أفضل.
وتابع: "حققنا هدفنا في تحرير المدينة وتخليصها من شبح الإرهاب الذي سيطر عليها سنوات، وكان ذلك بالتعاون مع التحالف الدولي".
ويروي الرقاوي أن التحدي الأكبر الذي رسمته الإدارة الذاتية لتحرير الرقة كان وقف الزحف التركي لبسط نفوذه على المدينة.
وقال: ”تركيا جعلت من أبناء وطني مرتزقة في ليبيا وغيرها ولن نسمح بتدخلها واحتلالها مدننا”.
وتعهد بحرمان نظام رجب طيب أردوغان من محاولاته المستمرة لزرع الرعب في قلوب المدنيين شمال سوريا وإعادة رسم الخارطة الاستعمارية في وقت ينشغل العالم بأوضاعه غير المستقرة.
داعش 2021
صحيح أن الوضع في الرقة أكثر هدوءا بعد تولي قوات سوريا الديمقراطية تأمين الخدمات الأساسية والمرافق الحيوية وتوفير سبل المعيشة الضرورية لأبنائها، لكن المخاوف لا تزال قائمة من عودة الدواعش.
ويرى عمر الإدلبي، قائد لواء الشمال الديمقراطي، أن معركة تحرير الرقة كانت المرحلة الخامسة والأخيرة من الحملة التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم “داعش” في السادس من يونيو/حزيران عام 2017 بدعم واسع وكبير من التحالف الدولي، حيث سميت حينها “المعركة الكبرى”.
لكن الإدلبي أكد أن قوات سوريا الديمقراطية تقف حاليا بالمرصاد لأي محاولات داعشية للعودة إلى الرقة.
وأشار إلى أن مهمتهم حماية والدفاع عن سوريا وشعبها في وجه كل قوى الإرهاب والتطرف والاحتلال.
واعتبر أن تحرير الرقة كان بمثابة الضربة القاصمة لتركيا، مشيرا إلى أن “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” اللذين احتلا الرقة وغيرها موجودان في تركيا وينشطان في المناطق الحدودية معها، ويتهمان قوات سوريا الديمقراطية بالإرهابية.