مكتبة على قارعة طريق تشجع الأطفال على القراءة في جاكرتا

المتطوعون يقرون بأن الموقع وسط الحركة المرورية ليس مثاليا وينطوي على مخاطر صحية، لكن حتى الآن، لم يشتك سكان الحي من المخلفات

تستقطب مكتبة للصغار على قارعة طريق سريع في العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، أعدادا متزايدة من الزوار، وتعلو أصوات غناء وضحكات أطفال لتطغى قليلا على ضجيج السيارات.

الصمت ليس القاعدة في هذه المكتبة المقامة بين شارعين في الهواء الطلق، والتي يعلوها أحد الطرق السريعة في جاكرتا التي يقطنها 30 مليون نسمة، وتصنف بأنها من المدن الأكثر ازدحاما في العالم.

• بالصور.. حفل زفاف داخل مكتبة.. أحدث تقاليع الزواج في إيطاليا

ورغم موقعها الغريب، أصبحت مكتبة كولونج إحدى نقاط الجذب المهمة في الحي، وهي من المواقع القليلة التي يمكن للتلاميذ فيها مطالعة الكتب خارج المدرسة في مدينة تندر فيها المكتبات.

وتقول منسقة المكتبة، ديفينا فيبريانتي بينما تقف وسط الدخان المنبعث من العوادم وضجيج أبواق السيارات: "أردنا إعطاء الكتب موقعا محوريا في المجتمع".

وأشارت إلى أن هذا المكان كان قبل بضع سنوات مرتعا للمنحرفين في الحي، غير أن الجمعيات المحلية حولته إلى نقطة جذب بفضل مجموعات الكتب والرسومات التي زينت المكان.

ورسم فنانون لوحات جدارية، فيما نشر متطوعون نباتات وأقاموا ملعبا لرياضة كرة الصالات (فوتسال) إضافة إلى مكتبة متواضعة.

وتقول ديفينا فيبريانتي: "عندما فتح المجمع أبوابه في 2016، لم يكن الجميع راضين لرؤيتنا نصل مع كتب إذ كان لبعض الناس عاداتهم الخاصة في هذا المكان".

وتضيف: "اضطررنا لطلب الإذن من العصابات التي كانت تستبيح المكان، ومن سائقي مركبات الأجرة الجماعية التي تجوب العاصمة الإندونيسية، حتى إن إقناع الأهل بأهمية هذه المبادرة لم يكن بالمهمة السهلة، إذ كانوا يخشون تعرض أطفالهم للخطف أو للدهس، لكن الجميع اقتنع بالفكرة في نهاية المطاف، أما اليوم، فلم يعد نادرا رؤية نحو 70 طفلا بعد المدرسة يتشاركون المطالعة ويساعدون بعضهم في إنجاز الفروض الدراسية ويغنون ويرقصون على العشب الاصطناعي".

وتقول إميليا كلارا، وهي تلميذة في الحادية عشرة من العمر مولعة بالقراءة: "هذا يسعدني ويسليني"، كذلك يبدو الأهل سعداء بهذه المبادرة، مثل سالمة أوسيا وهي أم لطفلين التي تقول: "هذا مكان جيد للتعلم والإبداع واللعب".

هذه المتنزهات المسماة محليا "تمام بكان"، موجودة منذ عقود في جاكرتا، وغالبا تديرها جمعيات ومجموعات من المتطوعين بتمويل من جهات عامة أو خاصة، ومن أصل 80 متنزها من هذا النوع تم إحصاؤها في جاكرتا، وحده متنزه كولونج موجود على طريق سريع وفق ديفينا فيبريانتي.

ويقر المتطوعون بأن الموقع في وسط الحركة المرورية ليس مثاليا كما ينطوي على مخاطر صحية، لكن حتى الآن، لم يشتك سكان الحي "من الرائحة أو المخلفات"، بحسب ديفينا فيبريانتي التي أشارت إلى أن القائمين على الموقع يستخدمون أساليب للعزل الصوتي بسبب الضجيج في المكان.