بعد إغلاقها 40 عاما.. المكتبة الوطنية اللبنانية تفتح أبوابها
فتحت المكتبة الوطنية الجديدة أبوابها لعُشاق القراءة اللبنانيين يوم الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2018 في احتفال رسمي.
يمضي الصحفي والباحث اللبناني جان دايي ساعات طوال في القاعة الرئيسية للمكتبة الوطنية اللبنانية، التي أُعيد افتتاحها في الآونة الأخيرة، ليستعيد ذكريات الماضي الجيدة عندما كان مُعتادا على التردد على دار الكتب القديمة بلبنان في سبعينيات القرن الماضي.
وقال جان دايي إنه زائر قديم للمكتبة الوطنية عندما كان اسمها دار الكتب.
وتضررت المكتبة، التي كانت تُعرف باسم دار الكتب الوطنية الكبرى، جراء الحرب الأهلية اللبنانية التي نشبت عام 1975 واستمرت حتى 1990 وتعرضت محتوياتها للضياع والنهب حتى اضطرت لإغلاق أبوابها تماما عام 1979 خاصة وأنها كانت على ما كان يسمى خطوط التماس بين الأطراف المتحاربة.
وفتحت المكتبة الوطنية الجديدة أبوابها لعُشاق القراءة اللبنانيين يوم الرابع من ديسمبر كانون الأول 2018 في احتفال رسمي، ومنذ ذلك الحين يتم فتحها تدرجيا أمام الجمهور.
وكان دايي، وهو في السبعينيات من عمره الآن، زائرا منتظما للمكتبة في شبابه حيث كان يتردد على مبناها القديم، في وسط بيروت، والذي تأسس عام 1921 على يد المؤرخ والأديب اللبناني فيليب دي طرازي.
ويمضي دايي حاليا ساعات في المبنى الجديد الذي يزوره مرات عديدة أسبوعيا. ويستمتع بتصفح مخطوطات الصحف القديمة التي تساعده في إكمال دراسة يجريها حول كُتّاب لبنانيين.
وأضاف جان دايي، وهو جالس بجانب الجدار الزجاجي في قاعة القراءة الرئيسية بالمكتبة، "كان عندي خوف، قد ما طولت المكتبة الوطنية، إنه ما تفتح ع أيامنا، بس لحسن الحظ انه دُشنت وبلشت يعني وضعها، يعني وضع المكتبة الوطنية حاليا جيد جداً".
وكان الباحث دايي يلجأ لمكتبات الجامعات في أنحاء لبنان على مدى الأربعين عاما الماضية، لكنه يشعر بسعادة الآن لعودته لما سماه "نقطة التقاء للمثقفين".
وقال حسن عكرا، رئيس مجلس إدارة المكتبة الوطنية أن المكتبة الجديدة تضم الآن نحو 300 ألف مخطوطة بينها كتب وصحف وحتى لوحات، يعود معظمها للقرن الحادي عشر وما بعده.
ويقع مبنى المكتبة الجديد في منطقة الصنائع في بيروت وهو من تصميم المهندس المعماري الهولندي الشهير رِم كولهاس، كما أنه مجهز للزوار من جميع الفئات وأصحاب الهمم.
ويحتوي المبنى الجديد عددا من الابتكارات التكنولوجية مثل نظام فرز الكتب الآلي وشاشات الوسائط التفاعلية ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية التي تمكن أعضاء المكتبة من استعارة الكتب وإرجاعها بسهولة ويسر.
وسبق للمبنى، الذي عمره 110 أعوام، ان استُخدم كمدرسة وكلية للحقوق. وهو يقع في مدخل شارع الحمراء وسط جامعات عديدة بينها جامعة هايكازيان والجامعة الأمريكية في بيروت.
ويوضح عكرا أن المكتبة تفتح أبوابها حاليا من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الواحدة والنصف بعد الظهر يوميا، وتستقبل نحو 40 زائرا في اليوم، مشيرا إلى وجود خطط لمد ساعات العمل.
وترى جزائرية تقيم في بلجيكا وتزور لبنان للمرة الأولى، وتدعى ليندا دجزار، أن إعادة فتح المكتبة الوطنية اللبنانية يحمل رسالة هامة للشعب اللبناني.