مكتبة الإسكندرية توقع عقدا لشراء مكتبة الفنان المصري حسن كامي
إدارة مكتبة الإسكندرية اتفقت مع ورثة حسن كامي، على جرد محتويات المكتبة وحصر مقتنياتها.
وقعت مكتبة الإسكندرية عقد اتفاق مع ورثة الفنان حسن كامي، بشأن شراء مقتنيات مكتبة المستشرق التي كان يملكها الفنان المصري، بعد أن تؤول إلى الوراثة.
وقال الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية: " تم توقيع عقد اتفاق "وعد بالبيع" مع ورثة الفنان حسن كامي، بموجبه تستطيع مكتبة الإسكندرية الحصول على جميع مقتنيات مكتبة المستشرق من كتب وإصدارات ومطبوعات وخرائط ووثائق، بعد أن تؤول إلى الورثة.
وأكد خالد عزب، في بيان الأحد، أن قرار شراء مقتنيات مكتبة المستشرق، جاء حرصا من مكتبة الإسكندرية للحفاظ على ذاكرة الدولة المصرية وتاريخها، خصوصاً أن مقتنيات مكتبة حسن كامي تضم مقتنيات ثقافية وكتبا ووثائق وأعمالا فنية وخرائط ومطبوعات نادرة.
وأعرب الورثة الشرعيون للفنان الراحل، عن رغبتهم في أن تكون مكتبة المستشرق في خدمة مصر، وأن تصبح مقتنياتها النادرة تحت إدارة مكتبة الإسكندرية.
واتفقت إدارة مكتبة الإسكندرية بتفويض من مدير المكتبة الدكتور مصطفى الفقي، مع ورثة حسن كامي، على جرد محتويات المكتبة وحصرها من مقتنيات ورقية ومطبوعة ومخطوطة ومرسومة وملتقطة داخل مكتبة المستشرق أو خارجها، وأن يحدد الورثة ما سيتم تقديمه كإهداء من هذه المحتويات لمكتبة الإسكندرية، وما يقدم بمقابل مادي في إطار العقد الموقع بينهما.
وكانت السلطات المصرية أغلقت الثلاثاء الماضي مكتبة "المستشرق" التي كان يمتلكها الفنان المصري الراحل حسن كامي، وجاءت هذه الإجراءات تنفيذا لقرار وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، لحماية مقتنيات مكتبة الفنان الراحل خصوصاً أنها تضم مخطوطات وكتبا ووثائق نادرة.
وعقب قرار تشميع مكتبة حسن كامي دار جدل كبير بشأن ملكيتها بين محاميه الخاص وشقيقته، خصوصاً أن كامي رحل دون أن يترك زوجة أو أولادا، إذ توفيت زوجته نجوى في عام 2012، بعد أعوام من وفاة ابنهما الوحيد شريف.
وتعود قصة مكتبة "المستشرق" التي كان يمتلكها الفنان المصري إلى نهاية القرن الـ 19، إذ أنشأها شخص سويسري يهودي مقيم في مصر يدعى "فيلدمان" وجمّع مجموعة من الكتب التاريخية والتراثية والمخطوطات المهمة بداخلها، ما جعلها مقصداً لجميع الباحثين والمستشرقين من جامعات أوروبا خلال فترة وجيزة.
وانتقلت ملكية المكتبة إلى المصري شارل بحري، بعد أن غادر فيلدمان مصر بعد حرب العدوان الثلاثي 1956، واعتاد حسن كامي التردد على المكتبة الكائنة بوسط القاهرة خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات، وزاد شغفه بشراء واستعارة كتب المكتبة، لكن صاحب المكتبة وقتها كان يرفض بيعها أو إعارتها، الأمر الذي دفع كامي للتفكير في شراء المكتبة.
وبعد مفاوضات عديدة، استطاع كامي إقناع صاحب المكتبة واشتراها، مؤكدا له أن مهمته في الحياة خدمة بلده عبر حماية الفن والتراث، وأن مهمة زوجته الاعتناء بالمكتبة والحفاظ على مقتنياتها.
أهدى الفنان الراحل حسن كامي المكتبة ونقل ملكيتها لزوجته "نجوى" التي كانت عاشقة للقراءة والثقافة والكتب التاريخية، وبعد وفاة زوجته في نهاية 2012 انتقلت ملكيتها مرة أخرى له.
ورحل الفنان المصري حسن كامي، في الـ 21 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عن عمر يناهز 82 عاما.