مكتبة الفاتيكان.. ذاكرة تاريخية بـ180 ألف مخطوطة و1.6 مليون كتاب
مكتبة الفاتيكان تُمثّل مركزاً لحقول علمية عدّة، أبرزها اللاهوت، القانون، الفلسفة، الشعر والتاريخ، كما يُمكن لأيّ شخصٍ أن يدخل مقرّها
تعدّ مكتبة الفاتيكان ذاكرةً تاريخية، بثراء مراجِعها وعراقة وثائقها، إذ تزخر بـ180 ألف مخطوطة لاتينية ويونانية وسريانية وعربية، مع مليونٍ و600 ألف كتاب، من شتى الحقول المعرفية والعلمية.
أُسّست مكتبة "Bibliotheca Apostolica Vaticana" رسمياً عام 1451 ميلادياً على يد البابا نيكولا الـ5، وضمّت حينها 1160 كتاباً منها 400 باللغة اليونانية، وقاعة مطالعة فقط، ثمّ اكتمل مشروعها في عهد البابا سيكستوس الـ4 بين 1471 و1484 ميلادياً، فقد دعمها مالياً حتى أصبحت تشمل 4 قاعات.
وتابعت المكتبة عمليات التطوير والارتقاء، خصوصاً في عهد ليو العاشر 1513-1521، إذ وضعت منهجية بحث عالية، وكثَّفت عملية شراء المخطوطات والكتب المطبوعة، ثم بدأت في عهد غريغوري الـ13 بين عامي 1572 و1585 فصْل الوثائق الأرشيفية عن بقية المواد المكتبية، حتى أنشأ بولس الـ5 "أرشيف الفاتيكان السري".
- زيارة لمكتبات العالم.. التاريخ السري للقراءة
- بالصور.. كبسولات نوم في مكتبات الصين للاسترخاء أثناء القراءة
وتنامت مجموعات ومحتويات المكتبة، إلى أن اتّخذ سيكستوس الـ5 قراراً بإعادة تصميمها في مقرّ جديد بين سنتيْ 1585 و1590.
شهدت مكتبة الفاتيكان في القرن الـ18، مرحلة تطوّر تسمى بـ"التحوّل الركيزي"، إذ ظهر فيها قسم جديد يضم مجموعات فريدة من الأثريات والأعمال الفنية، وشُكِّلت إدارة معنية بالمسكوكات سنة 1738، مع شراء مجموعة قطع نقدية وميداليات يونانية ورومانية جمَعها أليساندرو الألباني، وكانت حينها، ثاني أكبر مجموعة من نوعها في العالم، كما أُنشِئ متحف "ساكرو" للقطع المقدسة، عام 1757.
ومثّل عهد ليو الـ13 (1878-1903) فترة ذهبية بالنسبة إلى شعبية المكتبة ودورها المجتمعي، إذ افتُتِحت أمام جمهور أكبر من الباحثين والمؤرخين، كما تمّ إثراؤها بكثير من الكتب والمراجع، وتوفير غرفة القراءة الحالية، مع نشر فهارس المخطوطات، وتأسيس مختبر ترميم الوثائق.
واشترت المكتبة في عام 1902، مكتبة "بربريني" التي كانت تضاهيها في الأهمية خلال القرن الـ17، وتضمّ ما يفوق 11 ألف مخطوطة لاتينية ويونانية وشرقية، و36 ألف كتابٍ مطبوع.
وفي سنة 1940، وصلت إلى المكتبة مجموعة مهمة من أرشيف القديس بطرس، ونتيجة لتراكم الوثائق المختلفة ضمنها، شُكِّل قسم خاص بالأرشيف ودُشِّن رسمياً نهاية 1970، فضلاً عن إنشاء قسمٍ خاصّ بالمواد المرئية والأفلام.
وفي سبتمبر عام 2002، أصدرت المكتبة نشرات دورية جديدة في غرفة القراءة، إذ أضافت مواد أكثر أهمية على الرفوف المفتوحة المتاحة للجمهور.
وتحفظ مكتبة الفاتيكان حالياً أكثر من 180 ألف مخطوطة، بما في ذلك 80 ألف وحدة أرشيفية، إلى جانب مليون و600 ألف كتاب مطبوع، وما يفوق 300 ألف قطعة نقدية وميدالية، و150 ألف رسم ونقش، وما يزيد على 150 ألف صورة.
وتُمثّل مركزاً لحقول علمية عدّة، أبرزها اللاهوت، القانون، الفلسفة، الشعر والتاريخ، كما يُمكن لأيّ شخصٍ أن يدخل مقرّها، وإجراء دراساتٍ وبحوثٍ حسب احتياجاته، ويستطيع المرء أيضاً أن يتحصّل على نُسخٍ غير أصلية من المراجع، عبر البريد، مقابل دفع رسوم مالية معيّنة.
كما تقع المكتبة الفلكية للفاتيكان، في قلعة غانولوفو، وهي المقر الصيفي للبابا جنوب العاصمة الإيطالية روما.