ليبيا 2021.. تحذيرات من مظاهرات شبابية وغموض بمصير النساء
شكك معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في جدوى الاتفاق السياسي الحالي بليبيا، مؤكدا رغبة الليبيين في الذهاب لصندوق الانتخابات مباشرة.
وبحسب ورقة بحثية للمعهد -اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها- فإن الجهات الفاعلة السياسية حاليا لا تمثل الشعب الليبي، فيما ستسمح العملية الانتقالية السريعة نحو انتخابات مباشرة وديمقراطية باستلام جهات جديدة زمام الأمور.
وتسيطر حالة من التشاؤم على الشباب الليبي حيال الوضع السائد في بلادهم؛ حيث يرى 63% منهم الفساد مستشريا، بينما حذر 86% أن بلدهم سيشهد احتجاجات مناهضة للحكومة في العام 2021، وفق استطلاع للرأي أجري العام الحالي.
ووفق الاستطلاع نفسه فإن نحو 70% من الشباب الليبي يأمل في الهجرة أو يحاول الهجرة أساسًا.
إقصاء النساء
وتعرضت الليبيات للإقصاء عن محادثات السلام وطاولة المفاوضات، وجرى إغفال تمثيلهن ومطالبهن في الاتفاقات السياسية المبرمة بعد عام 2011، بحسب معهد واشنطن.
واستعانت الورقة البحثية بالاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات في عام 2015، والحوار في بوزنيقة في سبتمبر/أيلول 2020، ومحادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2020، للاستدلال على تهميش النساء.
أمام ذلك، باتت هناك حاجة ماسة لوضع آليات مساءلة لتعزيز المساواة بين الجنسين في مجال العمل، والحدّ من العنف والتمييز القائمين على النوع الاجتماعي، وبناء آليات دعم في المجال القانوني والاجتماعي الاقتصادي والنفسي للنساء للمتضررات من الصراع.
دور الدبيبة
لكن لا تزال هناك حالة من الغموض تحيط بمعايير وعملية اختيار بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للمشاركين في ملتقى الحوار بتونس، حيث يعد عدم تمثيل عدد من المجموعات الإقليمية والعرقية والقبلية تهميشاً وإجحافاً بحقهم، وفقا للمعهد.
ورغم صدور إخطار أحمر بحق إبراهيم الدبيبة من الإنتربول الدولي على خلفية مزاعم بتورطه في عمليات اختلاس وتبييض أموال واستغلال للسلطة، يلعب هذا الرجل دورا واضحا في الملتقى الليبي بتونس.
ويتصدى الدبيبة لمهمة واضحة المعالم تتبنى تقويض عملية انتقال ليبيا إلى الاستقرار عبر عرقلة العملية السياسية؛ حيث يرى فوائد في إفشال العملية السياسية بدلًا من التجاوب معها.
رشاوى انتخابية
وتتعجب الورقة البحثية الصادرة عن معهد واشنطن من الحديث عن عدم إصدار الأمم المتحدة أي نتائج في تحقيقاتها بشأن تقاضي رشاوى وشراء أصوات الناخبين في الملتقى الليبي حتى الآن.
واقترح معهد واشنطن بث جلسات الحوار الليبي مباشرة، كي يتمكن الشعب من الاطلاع على قرارات وتصريحات المشاركين.
وأكد معهد واشنطن أنه لكي تصل ليبيا إلى الانتخابات الوطنية، فإنه على بعثة الأمم المتحدة العمل على مطالب النساء والشباب في خلال المشاورات في المستقبل.
وشدد كذلك على ضرورة دعوة هاتين الفئتين للمشاركة في اجتماعات الملتقى المستقبلية، خاصة تلك المرتبطة بالسؤال المستمر حول الأسس الدستورية التي يجب أن تستند إليها الانتخابات الجديدة.
وحذر المعهد من إقصاء هاتين الفئتين، خاصة في ظل تركيز الملتقى حاليًا على تسمية أعضاء المجلس الرئاسي ورئيس الوزراء والتصويت لهم.