الدبيبة في الخليج.. ليبيا "تحط" بالمطارات العربية
جولة يجريها رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى دول الخليج، تشي بتوجه القيادة الجديدة نحو الانفتاح على الأشقاء العرب.
وتؤشر الزيارات الخارجية لرئيس الحكومة الليبية، على قوة مركزية التوجه العربي في السلطة الجديدة، لتحط بذلك ليبيا بالمطارات العربية ضمن بوصلة جديدة تستهدف إقامة سياسة دولية رصينة.
وتعد زيارة الدبيبة الخارجية الثانية له منذ توليه منصبه، بعد زيارة القاهرة، والأولى بعد منح حكومته الثقة من البرلمان الليبي..
وبدأ الدبيبة جولته الخليجية بزيارة الكويت، في إطار مساعي الأخيرة لتوحيد الموقف الخليجي حول ملف بلاده.
والأربعاء، استقبل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الدبيبة في قصر الحصن بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
وبحث اللقاء علاقات التعاون والعمل المشترك بين دولة الإمارات وليبيا في مختلف المجالات السياسية والأمنية والتنموية والاستثمارية والاقتصادية، وفرص تطويرها بما يحقق تطلعات البلدين وشعبيهما إلى التنمية والتقدم والازدهار.
رئيس لجنة الخبراء لوزير الدولة للشؤون الاقتصادية الليبية، الدكتور علي الصلح، يرى أن زيارة الدبيبة لها بعد اقتصادي لزيادة المشاريع الاستثمارية في ليبيا.
محمد بن زايد: نقف إلى جانب الليبيين ونثق بقدرتهم على تجاوز التحديات
وأكد الصلح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن دولة الإمارات شريك أساسي للاستثمارات في ليبيا، وكذلك مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والأمنية والاجتماعي، مضيفا أن الدول العربية والخليجية يهمها في المقام الأول استقرار ليبيا أمنيا واقتصاديا وسياسيا.
دعم عربي
أما المحلل السياسي الليبي إبراهيم بالقاسم، فيعتبر أن اختيار رئيس الحكومة الليبية دول الخليج والإمارات لإجراء أول زيارة خارجية له بعد تسلمه السلطة رسميا ومنح حكومة ثقة مجلس النواب، يأتي إدراكا بأهمية الدول الخليجية في الملف الليبي.
وقال بلقاسم لــ"العين الإخبارية"، إن الديبية يدرك تماما أهمية التعاون الإماراتي والخليجي وما يمثلانه من دعم للسلطة الليبية الجديدة والاستثمارات بهذا البلد.
وأوضح أن الديبية وعد من قبل بإعادة المستثمر الخليجي والإماراتي خاصة إلى الأراضي الليبية، مشيرا إلى أنه يريد الحصول على الدعم لحكومة الوحدة الوطنية.
وتابع أنه بعد توحد الصف الخليجي واستلام المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، فإن الدعم العربي سيكون أكبر خاصة في الاستحقاقات القادمة سواء الاستفتاء على الدستور أو الانتخابات العامة في ليبيا.
ولفت إلى أن ليبيا بحاجة إلى دعم كافة الدول الأشقاء والصديقة للخروج من أزمتها إلى الانتخابات، مضيفا أن الدول الأوروبية سارعت بالوقوف بجانب ليبيا وكذلك دول التعاون الخليجي وبعض الدول العربية الأخرى.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الدعم سيؤدي إلى وجود حكومة قادرة على تحقيق الاستقرار في البلاد وزيادة قدرتها على بسط سيطرتها على كافة الأراضي الليبية.
روابط أخوة
في السياق ذاته، وصف المحلل السياسي الليبي عثمان بركة جولة الديبية بالخليج والإمارات خاصة بـ"الجيدة"، مشيدا ببحث المسؤول الليبي على دعم الأشقاء العرب للوقوف بجانب البلاد في أزمتها.
وأكد بركة لـ"العين الإخبارية"، أن زيادة الاستثمارات الخليجية والإماراتية في ليبيا ستساند البلاد وتعود بالرخاء على الشعب ما يساهم في إعادة الأمن والأمان.
ولفت إلى أن العرب أولى بالاستفادة من الاستثمارات في ليبيا من القوميات الأخرى باعتبارهم أشقاء، مشيرا إلى أن الليبيين يكنون لأشقائهم في دولة الإمارات العربية كل الود والخير.
ووفق الخبير، فإن الأزمة الليبية مرتبطة في جزء كبير منها بغياب الوسيط المقبول بين مختلف أطراف الأزمة، مشددا على أن الدول العربية هي خير من يلعب دور الوسيط بين الفرقاء بسبب علاقات الأخوة والدم.
وأردف أن الأشقاء العرب يشكلون امتدادا طبيعيا لليبيا نظرا لروابط الأخوة والتاريخ المشترك.