20 شهرا من التهجير.. "الرئاسي الليبي" يبحث إنهاء أزمة مرزق
أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، الأربعاء، تشكيل لجنة تقصي حقائق في إشكالية تهجير أهالي مدينة مرزق الحدودية.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي خلال اجتماعه الأربعاء، بوفد من أعيان وحكماء مدينة مرزق، عزم المجلس حل الإشكالات العالقة في المنطقة، وإرساء الأمن والاستقرار فيها، وتشكيل لجان لتقصي الحقائق والوقوف على الأوضاع من عين المكان، خاصة في ظل تهديد الجماعات الإرهابية للمدينة.
ووفق بيان وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، قال المنفي إنه "سيتم إحالة ملف مرزق إلى المفوضية العليا للمصالحة الوطنية للنظر في الحلول الممكنة والعاجلة للأوضاع في المدينة".
وناقش المنفي خلال الاجتماع معاناة المدينة وسكانها من الأوضاع المعيشية المتردية فيها، وما يهدد المنطقة من أخطار أمنية في ظل قربها من الحدود الليبية الجنوبية.
ورحّب وفد أعيان وحكماء مدينة مرزق بإحالة الملف إلى المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، مؤكدين دعمهم الكامل لها، وتمسكهم بالثوابت الوطنية، وكل ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، وفق البيان.
ويعد ملف المهجرين قسريا أحد أبرز ملفات المصالحة الوطنية التي تقع في صميم عمل حكومة الوحدة الوطنية التي ستقود البلاد حتى إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر كانون أول المقبل.
وفي وقت سابق، أعلن المجلس الرئاسي الليبي تشكيل المفوضية الوطنية العليا للمصالحة للنظر في ملفات المصالحة ومنها ملف المهجرين قسريا.
وتعاني مدينة مرزق الواقعة قرب الحدود مع تشاد في أقصى الجنوب من تهجير قسري لقرابة خمسة آلاف عائلة لمناطق متفرقة في ربوع البلاد منذ هجوم إرهابيي "داعش" مدعومين بالمرتزقة التشادية على المدينة فجر يوم 23 أغسطس/آب 2019، ما أجبر الأهالي على ترك المنطقة، بعد أن أحرقت بيوتهم ونهبت أرزاقهم على يد تلك المليشيات الإرهابية.
واعتمد الإرهابيون والمرتزقة على توسيع الشرخ الاجتماعي بين أهالي المدينة ومكون التبو ليسيطروا عليها، ليظهر بعدها رئيس الحكومة السابقة فايز السراج معلنا "تحرير المدينة" على حد وصفه. لكن التهديد الإرهابي لا يزال يحول دون عودة المهجرين إلى المنطقة.
ويعاني المهجرون من سكان مرزق، من ضنك العيش وقلة الإمكانيات الحياتية وسط تجاهل كبير من الداخل الليبي والمجتمع الدولي لقضيتهم، بحسب شهادات سابقة من المهجرين لـ"العين الإخبارية".
وتنشط في مناطق الظهير الصحراوي بالجنوب الليبي قرب حوض مرزق وأوباري، مجموعات مسلحة من المعارضة التشادية والتنظيمات المسلحة والإرهابية التي كانت تدين بالولاء لحكومة فايز السراج.
ويستمر الجيش الليبي في مساعي بسط الأمن والاستقرار خاصة في الجنوب ذي الحدود الصحراوية المفتوحة مع الجزائر والنيجر وتشاد.
كما نفذت قوات الجيش الوطني الليبي دوريات مكثفة وطلعات جوية لتأمين الحدود الصحراوية مع دول الجوار الليبي، بالامتداد والظهير الجنوبي والجنوبي الغربي.
وتمكنت القوات المسلحة من القضاء على العديد من الخلايا النشطة التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم داعش الإرهابيين وضبط عدد من كبار القادة في المنطقة الجنوبية الحدودية.