أوضاع مأساوية للمهجرين قسرا من مرزق الليبية
قال مواطنون ليبيون مهجرون من مدينة مرزق الحدودية إن قرابة خمسة آلاف عائلة مهجرة قسرا يعانون ضنك العيش مع تجاهل كبير لقضيتهم.
وأوضحوا بعض المهجرين من المدينة الواقعة قرب حدود مع تشاد أقصى الجنوب أن قرابة خمسة آلاف عائلة مهجرة قسريا متفرقة الآن في ربوع البلاد يعانون ضنك العيش وقلة الإمكانيات الحياتية وسط تجاهل كبير من الداخل الليبي والمجتمع الدولي لقضيتهم.
وأكدوا في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" أنهم من تاريخ تهجيرهم لم يزوروا مدينتهم وأنهم منعوا حتى من الاتصال بالأسرى والمفقودين الذين اعتقلهم مرتزقة وإرهابيون موالون لحكومة الوفاق السابقة المدعومة من تركيا.
وفي فجر 23 أغسطس/آب 2019 شن إرهابيو داعش مدعومين بالمرتزقة التشادية هجوم على مدينة مرزق أجبر الأهالي على الانسحاب من مناطقهم ليجدوا نفسهم بعدها مهجرين في شرق البلاد وغربها.
واعتمد الإرهابيون والمرتزقة على الشرخ الاجتماعي الواقع بين أهالي المدينة ومكون التبو ليسيطروا على المدينة ليظهر بعدها فايز السراج معلنا "تحرير المدينة" على حد وصفه.
ومنذ تلك الأحداث يعاني أهالي المدينة التهجير القسري بعد أن أحرقت بيوتهم ونهبت أرزاقهم علي يد تلك المليشيات الإرهابية.
- مسؤولة ليبية لـ"العين الإخبارية": أسرى مرزق يعانون أوضاعا مأساوية
- "العين الإخبارية" تكشف بالأسماء مخطط تركيا لنشر الفوضى جنوب ليبيا
إهمال قضية المهجرين
يقول محمد عبدالكريم، أحد أعيان مرزق والمهجر منذ عام 2019، إن شهر رمضان أقبل على الأبواب وإلى هذه الساعة لم تطرح قضية مهجري مرزق ولم تنصف مظالمهم رغم كل جلسات الحوار السياسي ولجان المصالحة التي تشكل في كافة ربوع البلاد.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" إن أهالي المدينة يعيشون في ضنك في المهجر فقد فاتت فرصة التعليم على أغلب الأطفال المهجرين بالإضافة لفقدان أغلب الأهالي لهوياتهم وأوراقهم الرسمية ساعة انسحابهم من المدينة.
وأكد عبدالكريم أن أهالي مرزق يتطلعون إلى العودة القريبة، مناشدا الحكومة الليبية الجديدة بسرعة حلحلة كافة العراقيل وفتح المجال لعودة المهجرين.
تردي الوضع المعيشي
أما الناشط المدني عادل إبراهيم فيرى أن ملف عودة المهجرين يشهد ركودا حاليا نتيجة تبدل الأحوال السياسية في البلاد.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن أهالي المدينة المهجرين يستقبلون رمضان وهم في أسوأ الأحول نتيجة التردي في الوضع المعيشي الذي يعانيه المواطنون.
وتابع الناشط المدني المهجر من مدينته، أن كل المساعدات والمعونات التي وصلت للأهالي في السابق جاءت عن طريق منظمات إنسانية وأن الدولة الليبية في السابق لم تقدم أي مساعدات تذكر لهم.
طي صفحات الماضي
بدوره، يرى سعيد أبو الخيرات الحضيري عضو الحركة الوطنية الشعبية أن الأوان قد حان لطي صفحة الماضي والبدء من جديد في ترميم البيت الليبي.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن هذه الخطوات لن تتم إلا بعودة كافة المهجرين في الخارج والداخل، وإنصاف الحقوق وجبر الضرر.
وتابع أبو الخيرات أن أهالي مرزق وتاورغاء وغيرهم من المهجرين قاسوا الأمرين أولها: فقدانهم لمنازلهم، وثانيها: الأسر وحجز أبنائهم دون وجه حق، داعيا الجهات الخاصة والعامة بضرورة تشكيل لجان المصالحة في أقرب وقت ومعاقبة كل المسؤولين عن تهجير هذه المدن والقرى.
وفي وقت سابق، طالب مهجرو مرزق النائب العام الليبي بفتح تحقيق شامل مع كل المتورطين في الأعمال العدائية التي وقعت على عرب مرزق، والعمل على سرعة الكشف عن مصير المختطفين من أبناء المدينة وتسليمهم لأهلهم وذويهم، مع الإسراع بتطهيرها من بقايا فلول المرتزقة التشاديين وعناصر تنظيم داعش.
واجتاحت مدينة مرزق مليشيات أعلنت تبعيتها لحكومة الوفاق تحت ما يعرف بـ"قوة حماية الجنوب" يوم 17 أغسطس/آب الماضي، حيث شهدت المدينة أعمالا انتقامية؛ منها تهجير ما يقارب 1000 عائلة من المدينة.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA=
جزيرة ام اند امز