مذبحة "براك الشاطئ".. جرح ليبي مفتوح منذ 6 سنوات بانتظار القصاص
رغم مرور 6 أعوام على وقوعها إلا أن قضية مذبحة قاعدة براك الشاطئ العسكرية جنوبي ليبيا لا تزال مفتوحة وسط مطالبات بالقصاص لضحايا المجزرة، التي تعد واحدة من أكبر مآسي البلاد في التاريخ المعاصر.
ففي مايو/أيار 2017 تحالف تنظيم "سرايا الدفاع عن بنغازي" الإرهابي مع المليشيات الإخوانية المسيطرة على الجنوب الليبي المتمثلة في "القوة الثالثة مصراتة" وقيادات من تنظيم القاعدة في مقدمتهم أحمد عبدالجليل الحسناوي وخططوا للهجوم على قاعدة براك الشاطئ التابعة للجيش الليبي الذي طردهم منها للتو آنذاك.
وفي فجر يوم الخميس 18 مايو/أيار 2017، شن الائتلاف الإرهابي هجوما غادرا على قاعدة براك الشاطئ مستغلين انشغال الجيش بالاحتفالات المتزامنة مع ذكرى انطلاق عملية الكرامة في 16 مايو/أيار من عام 2014 والتي قضى فيها الجيش على تلك التنظيمات الإرهابية التي كانت تتخذ من مدينة بنغازي شرقي ليبيا مقرا لها.
ووقع الهجوم رغم توقيع اتفاق لوقف العمليات العسكرية في جنوب البلاد بين حكومة الوفاق السابقة المتحالفة مع تلك التنظيمات والجيش الوطني الليبي.
وخلف الهجوم 148 قتيلا جلهم من المتخرجين حديثا من دورة عسكرية انضموا على إثرها للجيش، بالإضافة إلى مدنيين آخرين جميعهم نفذ فيهم حكم الإعدام الميداني بالذبح أو الدهس بالسيارات أو إطلاق النار في الرأس.
مطالبات متجددة بالعدالة
ورغم وجود أدلة تفضح المتورطين في الجريمة، إلا أن حكومة الوفاق الوطني الليبية السابقة عطلت أحداث التحقيق الذي أعلنت عنه تحت ضغط محلي ودولي، وذلك لكون المتهم في القضية مليشيات تابعة لها ومدعومة منها، واكتفت تلك الحكومة بتوقيف وزير الدفاع التابع لها المهدي البرغثي وآمر مليشيات القوة الثالثة جمال التريكي وتحويلهما إلى التحقيق.
ومع مرور الزمن لا يزال نتائج ذلك التحقيق في تلك القضية حتى الآن طي الكتمان، لا سيما أن تنظيم الإخوان ما زال يسيطر على غرب البلاد رغم توالي الحكومات، إلا أنه يحاوطها ويعمل معها ضد الجيش الوطني للبلاد.
وحول ملابسات الأحداث التي وقعت في قاعدة براك الشاطئ العسكرية الجوية في تلك الفترة وما آلت إليه الأمور حاليا، طالب وزير الاستثمار بالحكومة الليبية علي السعيدي القايدي بإعادة فتح ملف مجزرة قاعدة براك الشاطئ.
وقال القايدي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "هذه الجريمة النكراء حتى الآن لم تتحقق فيها العدالة القضائية، وسوف تظل نقطة سوداء في تاريخ ليبيا حتى تأخذ المليشيات الغادرة عقابها".
وأضاف القايدي "ما زلنا نستذكر هذا اليوم بعيون يملؤها الأسى والحزن بعد أن نقضت مليشيات القوة الثالثة مصراتة اتفاقية وقف إطلاق النار، وهاجمت تمركزات الجيش الليبي في مناطق زلاف وقاعدة براك الشاطئ وأعدمت ما يقارب 150 مدنيا وعسكريا من أغلب بقاع ليبيا، كانوا إما مارة على الطريق العام أو عسكريين ملتحقين بوحداتهم حديثا".
وندد القايدي بالصمت على مثل هذه التجاوزات، مؤكدًا أن القتلة يمارسون حياتهم الطبيعية في المناطق الخارجة عن سيطرة القانون والدولة الليبية.
وقال "ما زلنا نثق بنزاهة القضاء الليبي والذي يجب له أن ينصف الحقوق، خصوصا أن الأحداث في قاعدة براك الشاطئ لم تكن مواجهة عسكرية بل مذبحة حقيقية موثقة بالفيديو يظهر فيها عناصر مجالس الشورى التابعين لتنظيم داعش الإرهابي وهم ينفذون إعدامات ميدانية بحق الأسرى".
وأضاف الوزير الليبي أن "الجرائم لا تسقط بالتقادم ويوم إنصاف الحقوق في ليبيا ليس بعيدا والضحايا الذين سقطوا لن تضيع تضحياتهم سدى".
الجيش الليبي يثأر من القتلة
ورغم عدم ظهور نتائج تلك التحقيقات في تلك المذبحة إلا أن الجيش الليبي أخذ بثأر من قضى فيها وذلك بتطهير كامل جنوب ليبيا الواقعة ضمنه تلك القاعدة المنكوبة من التنظيمات الإرهابية.
الجيش الليبي وعبر عمليات عسكرية أطلقها على مدى العامين الماضيين نجح في إعادة الأمن للمنطقة، وهي كانت التفاتة منه للجنوب الليبي بعد أن أكمل معركته في شرق البلاد بطرد التنظيمات الإرهابية والمليشيات الإخوانية منها.
ونهاية عام 2021 أعلن الجيش الليبي القبض على القيادي الإرهابي علي العجيلي الحسناوي ونجل عم الإرهابي أحمد عبدالجليل الحسناوي القيادي البارز في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي المتهم بالتدبير لمجزرة براك الشاطئ.
آنذاك، ذكر بيان للجيش الليبي أنه "بعد ورود معلومات حول مواقع يتواجد فيها الإرهابي علي العجيلي الحسناوي وهو أحد المتهمين في مذبحة براك الشاطئ، وبناء على ما ورد تحولت سرية استطلاع إلى المواقع المذكورة وتحديداً بالقرب من قاعدة براك الشاطئ وتم التحري والتأكيد على موقع وجوده".
وجرى وفق بيان الجيش أنه تم اقتحام موقع وجوده والقبض عليه كما عثر على ترسانة أسلحة بحوزته من بينها صواريخ ورشاشات متعددة الأغراض، إضافة إلى عبوات ناسفة.
البيان أشار إلى أن الإرهابي الحسناوي كان يخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في المناطق الجنوبية، موضحا أنه تم العثور في منزله على معمل كيميائي لتصنيع المتفجرات ومذكرات شارحة لآلية تصنيعها إضافة إلى قنابل جاهزة للتفجير كانت معدة لتنفيذ أعمال إرهابية.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA=
جزيرة ام اند امز