المهلة انتهت.. ليبيا تترقب مفاوضات الكواليس والغضب في الشارع

انتهت مهلة منحها محتجون في غرب ليبيا للمجلس الرئاسي لإقالة حكومة عبدالحميد الدبيبة دون استجابة رسمية.
وجاء ردّ الفعل الشعبي سريعًا عبر موجة جديدة في العاصمة طرابلس وعدد من المدن الأخرى.
وكان المحتجون قد أمهلوا المجلس الرئاسي الليبي، فجر السبت، يومًا واحدًا فقط لتنفيذ مطالبهم المتمثلة في تولي زمام الأمور، وإقصاء حكومة الدبيبة، وحلّ المليشيات المسلحة، والتوجه الفوري نحو الانتخابات.
ومع حلول صباح الأحد، انتهت المهلة دون صدور أي قرارات حاسمة، الأمر الذي دفع الوضع الميداني نحو مزيد من التوتر، وسط دعوات متزايدة للإطاحة بالحكومة الحالية.
تصعيد ميداني واسع
في ظل غياب موقف رسمي واضح من المجلس الرئاسي، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات ميدانيًا، حيث أقدم المتظاهرون على إغلاق عدد من الطرق الحيوية في طرابلس ومدن الزاوية وصرمان وجنزور، مستخدمين السواتر الترابية والإطارات المشتعلة.
كما شهدت مفترقات وشوارع رئيسية مثل الطريق السريع، جزيرة الفرناج، مفرق زناتة، طريق الشط، ومداخل مدينة الزاوية وبوابة الصمود، احتجاجات واعتصامات متواصلة.
قادة الحراك حذروا من أن يوم الجمعة المقبل سيكون "مرحلة الذروة" للاحتجاجات، إذا ما استمر تجاهل المطالب الشعبية.
وكانت العاصمة قد شهدت يوم الجمعة الماضي تظاهرات ضخمة تحت شعار "جمعة الخلاص"، شارك فيها الآلاف، مطالبين المجلس الرئاسي بتحمّل مسؤولياته كاملة، وإنهاء ولاية حكومة الدبيبة.
مفاوضات خلف الكواليس
ورغم غياب أي إعلان رسمي حتى اللحظة، كشفت مصادر مطلعة من داخل الحراك الشعبي في طرابلس أن المجلس الرئاسي بدأ بالفعل مفاوضات سرية مع ممثلين عن المحتجين.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن المجلس لا يرفض المطالب المطروحة، لكنه يسعى إلى إيجاد صيغة توازن تعكس موقفه دون أن يظهر وكأنه يتصرف بشكل فردي أو خارج إطار التوافق الوطني، حرصًا على عدم تعميق الانقسام الداخلي وضمان دعم القوى المؤثرة في المشهد السياسي الليبي.