في يوم 3 أبريل أعلن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني عملية الفتح المبين لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس وتطهيرها من الإرهابيين.
في يوم 3 أبريل الجاري أعلن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، عملية الفتح المبين لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس وتطهيرها من الإرهابيين والمليشيات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين. لكن زاد من تعقيد المشهد دخول كتائب من مصراتة على خط المواجهة، فهي تناصب المشير حفتر العداء، وترى أنها في خندق واحد مع كتائب طرابلس، وداعمة لعملية بركان الغضب التي أطلقها فايز السراج.
وسجل المشهد العملياتي تطورات متلاحقة، حيث تتحرك قوات الجيش الوطني من الجنوب نحو مدن المنطقة الغربية بوتيرة متسارعة وبترحيب شعبي كبير، وذلك بعد نجاح الجيش في تطهير الحدود المشتركة مع النيجر والجزائر من الإرهابيين والخارجين عن القانون. بالتالي إعادة السيطرة على شريط الحدود البرية يمنع عمليات التسلل وتهريب الأسلحة ويمنع كذلك خلق سيناريو مشابه لداعش سوريا والعراق في ليبيا، وبالتالي أصبحت المليشيات في عمق ليبيا محاصرة وفي موقف دفاع بعد قطع خطوط الإمداد .
ولعل تصريح البيت الأبيض مؤخرا «الرئيس دونالد ترامب أقر بدور المشير خليفة حفتر الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية» يصب في اتفاق الجميع حول الحاجة إلى نظام حكم قوي في طرابلس يوقف موجات الهجرة والإرهاب، ويسمح بإنتاج وتدفق النفط ويؤسس لنظام سياسي ديمقراطي مستقر.
ومن خلال قراءة تحركات المشير خليفة حفتر، من الواضح أن أحد أهم أهداف عملية الفتح المبين هو إنهاء أو إضعاف العلاقة التي تربط قطر وتركيا بالأحزاب والحركات الإسلامية في طرابلس والمنطقة الغربية.
ويأتي تحرك حفتر بعد أيام على الانتخابات المحلية التركية التي أسست نتائجها بداية لتراجع نفوذ حزب العدالة والتنمية، ما سيؤثر حتما على خيارات أنقرة في السياسة الخارجية بما في ذلك الأزمة في ليبيا.
كما يقوم تحرك حفتر على أرضية تطورات جرت خلال الأسابيع الأخيرة، حيث لم تعد ليبيا أولوية داهمة بالنسبة للجزائر التي تعيش همّا داخليا غير مسبوق منذ التحرك الشعبي التاريخي ضد نظام عبدالعزيز بوتفليقة والذي أدى إلى إعلان استقالته. ولطالما لمحت الجزائر قبل ذلك إلى رفضها الخيار العسكري لحل الأزمة الليبية خوفا من التداعيات على صعيد الأمن الوطني الجزائري، وخصوصا فيما يتعلق بتسلل عناصر إرهابية إليها عبر حدودها مع ليبيا هربا من ساحة المعركة، أيضا لم تعد ليبيا أولوية بالنسبة للسودان الذي يعيش أياما حرجة بسبب الحراك الشعبي واعتقال الجيش لعمر حسن البشير ونظامه.
ولطالما كان هناك اتهامات للخرطوم بأنها وراء تهريب الأسلحة إلى ليبيا لصالح الدوحة وأنقرة، غير أن قراءة حفتر لمشاهد الدول الإقليمية صاحبة العلاقة أو التأثير في الصراع الليبي، قد لا تبتعد كثيرا عن قراءة دولية أوروبية وأمريكية وروسية والتي لم تعد مضطرة إلى التعايش مع حالة العبث الأبدي في ليبيا، وباتت تأمل في تغيير قواعد المشهد العام الليبي نحو قواعد جديدة.
المجتمع الدولي بات يدرك طبيعة التحولات الميدانية، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر من بسط سيطرتها الكاملة على ما يقرب من 90% من مساحة الأراضي الليبية، بعد نجاح العمليات العسكرية الشاملة التي أطلقها الجيش الوطني منتصف يناير الماضي، شرقا وغربا؛ لمكافحة عصابات الجريمة المنظمة والجماعات المتطرفة والمرتزقة.
فالقوى الخارجية التي كانت تعلن مناهضتها لعمليات الجيش غيرت مواقفها بسرعة وباتت تنظر لخليفة حفتر كقوة مؤثرة ليس على الميدان فقط، وإنما في الحراك السياسي والاجتماعي ومواجهة الإرهاب، فهو من يتصدر المشهد العام الليبي.
ولعل تصريح البيت الأبيض مؤخرا: «الرئيس دونالد ترامب أقر بدور المشير خليفة حفتر الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية» يصب في اتفاق الجميع حول الحاجة إلى نظام حكم قوي في طرابلس يوقف موجات الهجرة والإرهاب ويسمح بإنتاج وتدفق النفط ويؤسس لنظام سياسي ديمقراطي مستقر.
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة