ليبيا.. تحذيرات من قفز الإخوان على الانتخابات بعد تزوير مليون بطاقة
هواجس صعوبة تنظيم الانتخابات في ليبيا تسيطر على الأجواء، بعد أنباء عن تزوير مليون بطاقة رقم وطني في ليبيا.
يخشى الليبيون من قفز جماعة الإخوان على نتائج الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري، في ظل تحذيرات من قيامهم بتزوير مليون بطاقة رقم قومي في البلاد لاستغلالها في تزييف النتائج لصالحهم.
وكشف رئيس تحالف القوى الوطنية في ليبيا الدكتور محمود جبريل مفاجأة مدوية حول تزوير مليون بطاقة رقم وطني في ليبيا، وهو ما يهدد إجراء الانتخابات نهاية العام الجاري، بسبب حاجة الجهات الرقابية للتأكد من صحة ما قاله جبريل، الذي يعد أبرز الساسة في الساحة الليبية الذين حصدوا أكبر عدد من المقاعد عبر تحالف في الانتخابات التشريعية الأخيرة بالبلاد.
وتسعى الأطراف الإقليمية والدولية للدفع نحو إجراء الانتخابات التشريعية في ليبيا نهاية العام الجاري، وهو ما يحتاج إلى عدد من الضمانات وعلى رأسها تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد لتحمل نتائج الانتخابات، ووجود ضمانات أمنية تتعلق بضرورة قبول بعض الأطراف الليبية وتحديدا في مدينتي مصراتة وطرابلس بما ستفرزه التجربة الديمقراطية.
وأكد عدد كبير من الساسة فى ليبيا على ضرورة إجراء الانتخابات في البلاد، كحل وحيد للأزمة السياسية الخانقة، خلال السنوات الخمس الأخيرة، شريطة أن تقبل الأطراف الفاعلة فى المشهد بنتائج الانتخابات والدفع نحو كتابة الدستور قبيل التحرك لتنظيم الانتخابات الرئاسية في ليبيا، للبدء في بناء مؤسسات الدولة الليبية التي انهارت مع سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وتأكيدا لحيادته وابتعاده عن الصراعات السياسية أكد الجيش الوطني الليبي استعداده لتأمين العملية الانتخابية، في المناطق التي تهيمن عليها قوات الجيش الوطني، وهو ما أكده العميد أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، في تأكيد على عدم انخراط الجيش الليبي في أي عمل سياسي وحيادته وترسيخا لمبادئه التي تتمثل في محاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية.
وتخطط جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتحالفة معها في المشاركة في الانتخابات التشريعية الليبية المقبلة عبر الدفع بقيادات الصف الثاني في التنظيم، في محاولات فاشلة لتضليل الشارع الليبي خلال العملية الانتخابية المقبلة، لأن جماعة الإخوان تعي أنها مرفوضة في الشارع الليبي ولا يرغب أي مواطن في مشاركة الإخوان بالعملية الديمقراطية المقبلة.
واكتوى الشعب الليبي من جماعة الإخوان الإرهابية في انتخابات المؤتمر الوطني العام، التي جرت خلال عام 2012 والتي أفرزت سيطرة الجماعة على المؤتمر الوطني الليبى، وتنكيل الجماعة بالمعارضين في الساحة الليبية وتصفية المدنيين والعسكريين بأوامر "الحمدين" لترسيخ حكم الجماعة في البلاد ووأد أي نوايا لبناء مؤسسات في ليبيا.
واعترف رئيس مصلحة الأحوال المدنية السابق في ليبيا بامتلاكه وثائق تؤكد تزوير بطاقات الرقم الوطني لما يقرب من مليون ناخب، وتأكيده التصريحات الصادرة عن رئيس تحالف القوى الوطنية في ليبيا الدكتور محمود جبريل حول واقعة التزوير.
وأثارت تصريحات الدكتور محمود جبريل حالة من القلق في الشارع، وتخوف من نتائج الانتخابات المقبلة التي يمكن أن تفرز تيارا متحالفا مع جماعة الإخوان الإرهابية، التى ترغب في الهيمنة على مفاصل الدولة الليبية، والتحكم في مواردها النفطية عبر التحالف مع شركات أجنبية تسيطر قطر على جزء كبير من أسهمها، فضلا عن رغبة جماعة الإخوان الإرهابية في تأسيس كتائب مسلحة موازية للجيش الوطني الليبي، على غرار الحرس الثوري الإيراني لترسيخ حكم الإخوان لعقود مقبلة.
وتسعى بعض الأطراف الدولية وفي مقدمتها فرنسا وإيطاليا للدفع نحو إجراء الانتخابات التشريعية في ليبيا نهاية العام الجاري، للتوصل لحل للأزمة السياسية التي تعصف بليبيا والحفاظ على مصالح تلك الدول، والتي تتمثل في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وحماية المصالح الاقتصادية لتلك الدول في التراب الليبي.