بخطف وترويع وكلاء النيابة.. المليشيات تشعل مدينة ليبية
شهدت مدينة صرمان غربي ليبيا، مساء الخميس، حشودا عسكرية، وإشعال النيران في إطارات السيارات، وإغلاقا للطرق؛ نتيجة الغضب الشديد بين السكان، بعد اعتداء عناصر من إحدى المليشيات على وكيلي نيابة عسكرية في المدينة.
كما تم إغلاق الطريق الساحلي الدولي عند سيمافرو (مفترق طرق) البلدية في صرمان، مع سماع إطلاق نار متقطع ووجود آليات مصفحة.
ماذا حدث؟
اشتعلت موجة الغضب تلك نتيجة شن عناصر إحدى المليشيات هجوما مسلحا على وكيلَي نيابة عسكرية بصرمان، هما حسام دقيق وعبدالجواد العلواص.
ووفق مصادر وشهود عيان، فإن مسلحين ملثمين اقتحموا منزل وكيل النيابة، حسام دقيق، وأطلقوا النار على قدميه واقتادوه وأخاه إلى جهة غير معلومة.
وأشارت المصادر إلى أن عملية الاختطاف القصد منها التصفية، بعد أن فتح عدة ملفات قضائية ضد عناصر بارزة بالمليشيات المسلحة من أبرزهم، نوري الرتيمي.
وكشفت المصادر عن تعرّض منزل وكيل النيابة العامة بنيابة الخمس الجزئية، عبدالجواد العلوص، إلى هجوم مسلح بإطلاق مجهولين النار عليه بشكل عشوائي، ثم فروا هاربين.
وسبق أن تعرض العلواص لهجوم مشابه يوم الإثنين الماضي.
وأدانت الجمعية الليبية لأعضاء الهيئات القضائية الهجوم المسلح الذي تعرض له حينها من مجهولين في أثناء وجوده بمنزله بمنطقة العلوص.
الإفلات من العقاب
وفي ظل حالة فوضى المليشيات التي تسيطر على غرب ليبيا منذ سنوات، تنتشر ظاهرتا الإفلات من العقاب والاعتقال التعسفي، حتى في الجرائم التي طالت حائزي الحصانات النيابية أو القضائية، وفق منظمات حقوقية محلية.
ومن الأمثلة السابقة على ذلك، أن مليشيا أخرى تسمى مليشيا "الردع"، التي يرأسها عبدالرؤوف كاره، الشهير بـ"الشيخ الملازم"، اعتقلت وكيل النيابة، محمد المبروك أحمد الكار، وكذلك اعتقلت وكيل النيابة العسكرية، منصور نور الدين دعوب، رئيس نيابة مكافحة الإرهاب بمكتب المدعي العام العسكري.
وتعاني ليبيا، خاصة المدن الغربية، فوضى انتشار السلاح، منذ عام 2011، إذ تنتشر أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، حسب ما كشف عنه تقرير للأمم المتحدة؛ وهو ما أسهم في انتشار ظواهر القتل والخطف والتعذيب تحت حماية المليشيات صاحبة النفوذ داخل المؤسسات الرسمية، غرب البلاد.