لقطع الطريق على «النهج الأحادي».. ليبيا تطالب بمبعوث أممي دائم
تصاعدت الدعوات للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لتعيين مبعوث جديد في ليبيا خلفاً لعبدالله باتيلي.
دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، اليوم الأربعاء، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الإسراع في تعيين مبعوث أممي دائم إلى ليبيا.
- خطف وتعذيب حتى الموت.. سطوة المليشيات تربك عاصمة ليبيا
جاءت دعوة المنفي بعد 6 أشهر من استقالة آخر مبعوث إلى ليبيا، السنغالي عبدالله باتيلي.
كما طالب المنفي بأن يُصاحب هذا التعيين تمديد مجلس الأمن لعمل البعثة لمدة كافية لإنجاز الانتخابات الوطنية التي تأجلت عدة مرات إلى أجل غير محدد.
وأشار المنفي إلى أن استمرار القرارات الأحادية دون محاولة معالجتها كحزمة من خلال حوار الأطراف الذي قادته البعثة، يشجع المؤسسات على الاستمرار في نهجها الأحادي.
وقبل نحو شهرين، نشبت أزمة في مصرف ليبيا المركزي نتيجة تعيين رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إدارته، ما وُصف حينها بأنه قرار أحادي ومن غير ذي صفة، من قبل العديد من الأطراف الداخلية والخارجية، من بينها مجلسا النواب والدولة. إلا أن مشاورات رعتها البعثة الأممية إلى ليبيا نجحت في إنهاء الخلاف وتعيين إدارة جديدة للمصرف.
مهام البعثة
وتُدير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، المعروفة اختصاراً بـ«أونسميل»، بالإنابة الأمريكية ستيفاني خوري، وتعمل وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2009 (سبتمبر/أيلول 2011).
وتُناط بالبعثة الأممية في ليبيا العديد من الأدوار، أهمها قيادة جهود الوساطة بين الليبيين وصولاً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ نحو عقد، وجهود استعادة الأمن والنظام وتعزيز سيادة القانون، وحل المليشيات وتوحيد المؤسسة العسكرية، وإجراء حوار سياسي، وتعزيز المصالحة الوطنية.
استقالات المبعوثين
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، استقالته من منصبه بسبب ما وصفه بـ"أنانية القادة الليبيين وتفضيلهم المصلحة الشخصية على مصلحة بلادهم"، ما أدى إلى شعور المسؤول الأممي بالإحباط جراء الوضع السياسي في البلاد، بعد 18 شهراً من توليه المنصب.
وشدد باتيلي، وهو دبلوماسي سنغالي مخضرم شغل عدة مناصب أممية، على أنه بذل قصارى جهده لحل القضايا الرئيسية التي تعرقل العملية السياسية في البلاد، عبر إنهاء الخلافات بشأن القوانين الانتخابية، وتشكيل حكومة موحدة، ووضع البلاد على مسار الانتخابات. "إلا أن محاولاته قوبلت بمقاومة عنيدة وتوقعات غير واقعية ولامبالاة بمصالح الشعب الليبي".
وسبق أن استقال عدد من المبعوثين الأمميين إلى ليبيا بعد فشلهم في تحقيق تقدم ملموس، كان آخرهم التشيكي يان كوبيش الذي قدم استقالته بصورة مفاجئة عام 2021، وقبله اللبناني غسان سلامة الذي استقال من منصبه عام 2020، معللاً ذلك بأسباب صحية.
وشهدت ليبيا توافد 8 مبعوثين أمميين منذ انهيار نظام معمر القذافي في العام 2011، بدءًا من عبدالإله الخطيب وصولاً إلى باتيلي، في محاولات مستمرة لإيجاد حل ينهي حالة الانقسام ويسهم في تحقيق تسوية عادلة تعيد الاستقرار إلى البلاد.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDguNTEg جزيرة ام اند امز