كورونا في ليبيا.. دعوات حقوقية لإطلاق سراح المعتقلين
المئات من المفرج عنهم من السجون التابعة لحكومة السراج سبق إدانتهم بالإرهاب، وفق مصادر تحدثت لـ"العين الإخبارية"
أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان وفرعها في ليبيا عن قلقهما إزاء أوضاع السجناء والموقوفين والمحتجزين في ليبيا في ظل تفشي فيروس كورونا بالبلاد.
وقالت المنظمتان، في بيان مشترك الأربعاء وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، إن مراكز الاحتجاز في ليبيا تعاني من تكدس هائل يتجاوز طاقاتها الاستيعابية، وتفتقد للشروط المعيشية المناسبة، ولا يتوافر بها إمكانيات الرعاية الصحية.
9 آلاف معتقل بالسجون
ولفت البيان إلى تقديرات لمصادر من الأمم المتحدة بوصول عدد السجناء والمحتجزين في ليبيا إلى نحو 9 آلاف بينهم آلاف الموقوفين قيد التحقيق والمحاكمة لسنوات عديدة دون تمكينهم من الوصول للعدالة في ظل عدم قدرة الجهاز القضائي الليبي على العمل.
وتشير المصادر الأممية، وفق البيان، إلى أن من بين السجناء والموقوفين نحو 250 امرأة و60 طفلا، كما أن مئات من الموقوفين جاوزت فترات احتجاز بعضهم ما بين 3 و8 سنوات، وأن القرارات الصادرة عن كل من النيابة العامة والقضاء نادرا ما تجد طريقها للتنفيذ.
- ليبيا تمدد حظر التجوال حتى منتصف أبريل لمواجهة كورونا
- ليبيا تعتزم الإفراج عن مئات السجناء خشية كورونا
وطالب البيان مجلس النواب والجيش الوطني الليبي باتخاذ إجراءات الإفراج عن بعض المعتقلين.
إجراءات احترازية واستعداد لإطلاق المئات
من جانبه، قال الصديق الزاوي، المتحدث باسم الشرطة القضائية بوزارة العدل في الحكومة المؤقتة، لـ"العين الإخبارية"، إن "الوزارة قامت بعدة إجراءات احترازية لمواجهة الفيروس منها إغلاق السجون وتعقيمها والكشف على السجناء".
وتابع الزاوي أن "وزارة العدل أعدت قائمة بأسماء بعض الموقوفين على ذمة التحقيقات القضائية من أصحاب القضايا البسيطة، وتم إرسالها للمجلس الأعلى للقضاء".
وقال: "نتوقع الرد من قبل المجلس خلال أيام قليلة"، مضيفا "نستعد للإفراج عن مئات من الموقوفين خلال الفترة المقبلة، ممن أمضوا نصف مدة العقوبة لمن لا تتعدى أحكام السجن الصادرة بحقهم 5 سنوات، شريطة ألا يشكل الإفراج عن أي منهم خطرا على المجتمع".
"الوفاق" تطلق الإرهابيين للقتال بصفوفها
من جهة أخرى، كشفت مصادر بوزارة العدل التابعة لحكومة فايز السراج غير الدستورية أن "المئات من المفرج عنهم ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا إرهابيون جندتهم حكومة الوفاق لتعويض خسائرها في معركة طرابلس".
وأعلنت حكومة الوفاق، الإثنين، إخلاء سبيل 1347 موقوفا ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار وباء كورونا المستجد والتقليل من الاكتظاظ في مؤسسات الإصلاح والتأهيل.
وقالت المصادر، لـ"العين الإخبارية"، مفضلة عدم ذكر اسمها، إن حكومة الوفاق استغلت الإجراءات الاحترازية لمجابهة انتشار فيروس كورونا للإفراج عن مئات الموقوفين أغلبهم من الإرهابيين لضمهم إلى جبهات القتال.
وأوضحت المصادر أن هذه الصفقة ليست الأولى ولكن الجديد بشأنها كثرة عدد المفرج عنهم من الإرهابيين نظرا لإطلاق الاتحاد الأوروبي عملية إيرين بالبحر الأبيض المتوسط (نهاية الشهر الماضي) التي ستحد من تدفق المرتزقة، ما ألجأ تركيا إلى الإقدام على الاستعانة بالإرهابيين والمجرمين من الداخل.
يذكر أن سجن معيتيقة الذي يحوي أكثر من 12 ألف نزيل جلهم متهمون بقضايا الإرهاب والقتل أفرج عن أعداد كبيرة منهم على دفعات وتم ضمهم إلى صفوف المليشيات، وفق المصادر ذاتها.
وتتلقى المليشيات خسائر متتالية في العديد من المحاور خاصة بعد فقدانها للعديد من المناطق والمدن وأهمها سرت (شمال) وزلطن والجميل ورقدالين ومناطق أخرى قريبة من الحدود التونسية التي حررها الجيش الليبي.
وكان الجيش الوطني الليبي أعلن عن مقتل أكثر من 50 عسكريا تركيا ونحو 500 مرتزق سوري خلال العمليات العسكرية الدائرة في العاصمة طرابلس ومحيطها.
تخوفات من زيادة تفشي الإرهاب
من جانبه، أبدى عضو المؤتمر الوطني العام سابقا التواتي العيضة تخوفه من استمرار سيطرة الإخوان والإرهابيين على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والإعلامية في طرابلس.
وقال العيضة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن "حكومة الوفاق لا تتردد في إطلاق سراح المعتقلين الإرهابيين من السجون للقتال إلى جانب مليشياتها في طرابلس".
وأوضح العيضة أن "الدواعش والإرهابيين موجودون في جميع جبهات القتال منذ بداية المعركة في العاصمة"، مستدلا بشهادات الصحفيين الأجانب عند زياراتهم الجبهات.
وقال العيضة إنه "في ظل استمرار خسائر المليشيات والمرتزقة السورية التي تدعمها، فلن يتردد السراج في إطلاق سراح الإرهابيين والمتطرفين للقتال إلى جانب قواته".
aXA6IDEzLjU4LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز