أقنعة الإرهاب.. قادة أبرز 5 مليشيات في طرابلس
خمس شخصيات ليبية تعتمد عليها الدوحة وتنظيم الإخوان في حشد المرتزقة والإرهابيين لتنفيذ مهمات إجرامية.
تشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ أسابيع عملية عسكرية يقودها المشير خليفة حفتر قائد الجيش ضد مليشيات الإخوان المتمركزة فيها منذ عام 2014.
ويقاتل الجيش الليبي في طرابلس أكثر من عشر مليشيات إخوانية يبلغ تعدادها آلاف المرتزقة والإرهابيين ويديرها خمسة رجال يتلقون دعما مباشرا من قطر لإخضاع الجنوب الليبي تحت سيطرة الإخوان مقابل امتيازات مالية وسياسية.
وعلى رأس الرجال الخمسة الإرهابي صلاح بادي والإرهابي عبدالحكيم بلحاج المطلوبان في جرائم حرب والمفروض عليهما عقوبات دولية لإجهاضهم العملية السياسية في البلاد واستخدام العنف ضد المدنيين وقتال الجيش.
عبدالحكيم بلحاج
يوصف عبدالحكيم بلحاج بأنه ذراع للمصالح القطرية والمسؤول عن مشروع الدوحة التخريبي لليبيا، وهو أحد أبرز قيادات الجماعات المرتبطة تنظيمياً بشكل غير مباشر بتنظيم القاعدة، وهو إرهابي سابق في تنظيم القاعدة الدولي وفي الجماعة الليبية المقاتلة، شارك في الجهاد بأفغانستان، وبقي هناك عدّة سنوات.
والجماعة الليبية المقاتلة تأسست في ليبيا في عقد التسعينيات من القرن الماضي، وهي تنظيم جهادي أسسته عناصر ليبية بعد عودتها من القتال في أفغانستان.
تم اعتقال عبدالحكيم بلحاج في ماليزيا في فبراير 2004 عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأمريكية، ثم ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات الأمريكية، قبل ترحيله إلى ليبيا بتاريخ 8 مارس 2004، حيث حاول إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام معمر القذافي، لكن تم اعتقاله وسجن في سجن أبو سليم لست سنوات، قبل أن يفرج عنه في مارس 2010.
وبعد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي، تحوّل بلحاج في ظرف وجيز إلى ملياردير وقائد، حيث ترأس حزب الوطن وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس، كما أسس شركة الأجنحة للطيران، وأصبح يمتلك عدة طائرات تؤمّن يوميا عشرات الرحلات بين طرابلس وعدة دول أخرى.
ويعدّ بلحاج أبرز الشخصيات التي تحظى بتمويل ودعم قطري منذ أحداث 2011، حيث ساعدته الدوحة في تكوين وتسليح مليشيات مسلّحة مارست عدّة جرائم إرهابية في حق الشعب الليبي، كما وفرت له قناة الجزيرة الدعم الإعلامي للترويج لمشروعه المتشدّد في ليبيا، وتمكين تيار الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان من حكم البلاد.
صلاح بادي
أحد أبرز رجال قطر في ليبيا ويعول عليه تنظيم الإخوان الكثير في تصفيه المعارضين وقتال القوات النظامية التي تهدد وجودهم في ليبيا.
حارب القذافي وبارك قتله وأسندت له عملية دفنه، فهو من الأشخاص القليلين في ليبيا الذين يعلمون موقع دفن زعيم ليبيا الراحل.
أسندت له مهمة دخول مطار طرابلس عام 2014 وشن حربا طاحنة على قوات الجيش حينها في العاصمة الليبية، ويتهمه الشعب الليبي بتدمير مقدراته في العاصمة بإجمالي خسائر وصل إلى 4 مليارات دولار وفق إحصائية لمنظمات دولية.
كان في تركيا حين بدأ المشير حفتر عملية طوفان الكرامة ليستدعيه قادة تنظيم الإخوان لقيادة القوات الخارجة من مصراتة لمحاربة الجيش الليبي.
أصدر الجيش الليبي مؤخرا مذكرة توقيف في حقه لما ارتكبه من جرائم في حق الشعب الليبي والجيش.
عبدالرؤوف كارة
قائد قوة الردع الخاصة (أو الردع) المتمركزة في مجمع معيتيقة (ثاني أكبر المليشيات في العاصمة)، وهو موطن المطار العامل الوحيد في طرابلس.. سعت قوات كارا إلى تقديم نفسها كنوع من قوات الشرطة للمدينة كغطاء لتواجدها داخل العاصمة، إلا أن عملياتها التي تكلفها بها الإخوان جعلت أهالي العاصمة من أشد الكارهين لها.
شارك كارة في كل العمليات المشبوهة التي جرت في فترة 2014 داخل العاصمة طرابلس واستولى هو ورجاله على ممتلكات رجال أعمال يدعمون الجيش الليبي.
يقاتل كارة الآن الجيش الليبي من ناحية المطار وتكبدت قواته خسائر فادحة جراء الحرب وهو أيضا من المطلوب توقيفهم من قبل الجيش الليبي.
هيثم التاجوري
ثمة شخصية قوية أخرى في طرابلس هي هيثم التاجوري، الذي يقود أكبر مليشيا في المدينة، ولكن التاجوري الذي قامت مليشياته "لواء ثوار طرابلس" بتهديد وترهيب المسؤولين منذ عام 2012، ليس شخصية سياسية بشكل خاص، أولويته هي حماية المصالح الكبيرة التي اكتسبها في العاصمة.
هيثم التاجوري يعتبر من الشخصيات الوصولية هناك ودائما يعطي ولاءه لمن يدفع أكثر، بحسب عدد من الخبراء والمراقبين، وأكبر دليل على ذلك هو تخليه عن حكومة الإنقاذ التي كانت تسيطر على طرابلس وإعلان ولائه لحكومة الوفاق بمجرد الإعلان عن تكفلها برواتب مسلحيه.
عبدالغني الكيكلي
يقود عبدالغني الكيكلي، القيادي البارز في طرابلس، الذي يُعرف باسم "غنيوة" (قوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم)، وتحمل هذه المليشيا عددا من الأسماء، من بينها "لواء أبو سليم" (وهي المقاطعة المركزية في طرابلس)، أو قوات غنيوة، أو الاسم الأقل استخداما وهو قوة الردع والتدخل المشتركة.
وتسيطر على مركز احتجاز في حي أبو سليم في طرابلس، وعلى غرار "قوات الردع الخاصة"، فهي موالية لحكومة "الوفاق الوطني"، كما أنها متحالفة مع "لواء ثوار طرابلس"، الذي كان يقوده بلحاج فيما مضى ويتولى قيادته الآن هيثم التاجوري.