إظلام ليبيا "بفعل فاعل".. والدبيبة: محاولة لإشعال الحرب
شهدت ليبيا، الخميس، ظلاما تاما في مختلف مناطق البلاد بعد انهيار شبكة الكهرباء.
ويعد ملف الكهرباء من أهم التحديات الخدمية التي تواجه حكومة الوحدة الوطنية خاصة لما تعانيه الدولة الغنية بالنفط من سرقات المليشيات لكابلات الضغط العالي لبيعها في سوق الخردة النشطة، وإجبار المواطنين على شراء المولدات التركية، حسب سكان محليين.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء، وئام العبدلي، إن الشبكة الكهربائية تعرضت لهزّة، مساء الأربعاء، بشكل غريب ومفاجئ، في القطاع الغربي من الشبكة؛ أدت إلى خروج بعض وحدات التوليد، وكذلك فصل كافة خطوط نقل الطاقة بالمنطقة الغربية عن العمل.
شبكات منهارة
وأضاف “العبدلي” في بيان لشركة الكهرباء، أن مُشغّلي الشركة العامة للكهرباء تمكنوا من السيطرة على الشبكة وحال ذلك دون دخولها في حالة إظلام تام، مشيرًا إلى أن العاملين أنجزوا عملهم رغم أنهم يعملون في ظروف صعبة، على شبكة كهربائية منهارة بالكامل، ولم تتم صيانتها أو تطويرها منذ حوالي عشر سنوات مضت؛ نتيجة الظروف التي تمر بها الشركة، والبلاد بشكل عام.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة: الوضع في تحسن، حاليًا، حيث تم إرجاع جزء لا بأس به من وحدات التوليد وكذلك خطوط النقل، وسنعمل على أن تكون جميع الوحدات قد عادت للعمل.
وعن سبب الهزة الكهربائية التي أدت لانقطاع الكهرباء عن مناطق عدة؛ قال “العبدلي”: أداء الشبكة مع بداية شهر رمضان كان جيدًا والطقس أيضًا ساعد على عمل الشبكة بشكل ممتاز، لكن حادث أول أمس كان غريبًا وغير مفسر حتى الآن، وننتظر عرض فرق العمل تقاريرها؛ لتكون لدينا إجاباتٌ واضحةٌ عن أسباب الحادثة.
وبالتزامن مع ذلك؛ أعلنت الشركة العامة للكهرباء إظلامًا تامًا بالمنطقة الشرقية بسبب فصل دوائر أجدابيا – قمينس 220 كيلوفولت، مؤكدةً مواصلة العمل لإرجاع التيار الكهربائي وتشغيل الوحدة السادسة بمحطة شمال بنغازي.
إشعال الحرب
يأتي ذلك، فيما أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية ، عبد الحميد الدبيبة، أن الحادث بفعل فاعل بعد 17 يوماً مستمرةّ دون انقطاع، وأنّ الملف وصل مكتب النائب العام.
وأضاف: من يشعل الحرب، ومن يقطع الكهرباء، ومن يُحدث مشاكل في الطوابير أمام محطات الوقود، ومن يمنعنا من التواصل مع أهلنا في جميع أنحاء ليبيا هم أعداؤنا وأعداء الشعب الليبي.
ودعا الدبيبة جاء ذلك خلال جولة تفقدية، الجمعة، بغرف تحكم بمحطات كهرباء تابعة للشركة العامة للكهرباء، الليبيين للوقوف مع أبنائهم وعدم الدفع مرة أخرى في أي حرب من الحروب، لافتاً إلى أنّ البلاد مرت بتجربة خطيرة وقاسية ودموية لم تشهدها في تاريخها.
وأشار الديبية إلى وجود مساعٍ خارجية لإشعال فتيل الحرب مرة أخرى، وهناك من يجنون ثرواتهم من هذه الحرب اللعينة، مناشداً الليبيين عدم التجاوب مع محاولات بث الفتنة والدفع نحو الصراع المسلح من جديد.
ودعا مسئولو شركة الكهرباء إلى ضرورة الربط بين الجناحين الشرقي والغربي للشبكة الكهربائية، لتجنب تكرار حدوث انقطاع، فيما أوضح الدبيبة أن ذلك لن يحدث إلا بفتح الطريق الساحلي، داعيا اللجنة العسكرية «5+5» إلى سرعة العمل في هذا الاتجاه.
سرقة الكابلات
وتتواصل عمليات سرقة الأسلاك الكهربائية، التي تنعكس بدورها على شبكة التوزيع وتزيد من معاناة المواطنين، حيث قامت مجموعة خارجة عن القانون، الخميس، بالاعتداء على خط موسى فرعية كريدان، بدائرة توزيع قصر بن عشير، وسرقة أسلاك ضغط عال بمسافة 900 متر؛ ممّا أدى إلى انقطاع الكهرباء على عدد من المنازل.
وتسبب استمرار الاعتداء على خط بوشحمة تفريعة الأسواق للمرة الثانية وذلك صباح الخميس وسرقة أسلاك ضغط عالي مسافة 900 متر بدائرة توزيع النجيلة، التابعة لإدارة توزيع الجفارة، كذلك، في انقطاع التيار الكهربائي على منازل المواطنين، وكذلك تم الاعتداء على خط الـ 12 فرعية المسماري وسرقة أسلاك ضغط عالٍ بمسافة 150 مترًا بدائرة توزيع النقازة التابعة لإدارة توزيع المرقب.
ويرى محللون وخبراء في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات تقوم بسرقة هذه الأسلاك لبيعها في سوق الخردة النشطة بفعل الحرب المستمرة منذ عام 2011، إضافة إلى إجبار المواطنين على شراء المولدات التركية لتحسين أوضاع أنقرة الاقتصادية على حساب الليبيين.
تجدر الإشارة إلى أن مناطق غرب ليبيا تشهد حالة أمنية متردية، بسبب فوضى السلاح والاشتباكات المستمرة بين المليشيات.
وتعاني غالبية المدن الليبية من انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي وصلت في أوقات سابقة إلى 48 ساعة متواصلة، وخرج متظاهرون في العاصمة طرابلس مطالبين بتحسين الأوضاع الأمنية الصعبة والمعيشية المنهارة.
وتعالت أصوات المولدات الكهربائية داخل المتاجر ومنافذ البيع في طرابلس لمحاولة تشغيل المعدات التي تساعدهم في أعمالهم.