ذكرى استقلال ليبيا.. آمال معلقة ودعوات للوحدة
تحيي ليبيا، اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، الذكرى الرابعة والسبعين لاستقلالها، في محطة وطنية تستدعي صفحات مشرقة من تاريخ الكفاح والجهاد.
وجاء استقلال ليبيا تتويجًا لمسار طويل من النضال، تأسس على القرار الدولي رقم (289) الصادر عن المجتمع الدولي في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1949، والذي مهّد الطريق لإعلان قيام الدولة الليبية المستقلة ذات السيادة في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951، من شرفة قصر المنار بمدينة بنغازي، على يد الملك إدريس السنوسي، تنفيذًا لإرادة شعب دفع ثمن حريته دمًا وتضحيات جسيمة.
ملحمة كفاح ونضال
وسجّل التاريخ الليبي واحدة من أعنف ملاحم المقاومة، خاض فيها الشعب الليبي معارك بطولية دفاعًا عن أرضه وكرامته، وامتزجت دماء الليبيين في مختلف المناطق تجسيدًا لوحدة وطنية راسخة ونسيج اجتماعي متماسك.
ولم يقتصر طريق الاستقلال على ميادين القتال، بل امتد إلى ساحات العمل السياسي والدبلوماسي، حيث خاض الأجداد معارك تفاوضية حاسمة في المحافل الإقليمية والدولية، انتهت باعتراف العالم بحق ليبيا في الحرية والسيادة.

تمسك بالسيادة ووحدة الوطن
وفي هذه الذكرى، يؤكد الليبيون تمسكهم باستقلال بلادهم ووحدتها، والحفاظ على سيادتها فوق أرضها وسمائها وبحرها، ورفض التفريط في تضحيات الآباء والأجداد التي جسدت إرادة شعب آمن بحقه في الحرية وبناء دولته المستقلة.
دعوات أممية لتجاوز الانقسامات
وبالتزامن مع إحياء المناسبة، جددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعوتها إلى تجاوز الانقسامات السياسية والجهوية.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، في بيان بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال، إن البعثة تتقدم بأحرّ التهاني إلى الشعب الليبي، مشيدة بصموده وعزيمته في مواجهة التحديات المستمرة.
وأكدت تيتيه احترام الأمم المتحدة لجهود الليبيين المتواصلة من أجل تحقيق السلام والاستقرار، وبناء مستقبل يقوم على التماسك الاجتماعي والمساواة والتنمية الشاملة وسيادة القانون، داعية قادة البلاد ومؤسساتها إلى بلورة رؤية وطنية مشتركة تقود إلى مستقبل يسوده السلام والازدهار.

استقلال مستمر لا ذكرى عابرة
وشدد البيان الأممي على أن الاستقلال لا يمثل مجرد حدث تاريخي، بل مسارًا متواصلًا لبناء دولة تُعلي من شأن الأمن والتنمية، وتضع مصلحة جميع المواطنين في صميم سياساتها، مع التأكيد على أهمية توحيد مؤسسات الدولة، ودعم الإصلاحات الاقتصادية، وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات آمنة وشاملة تعكس إرادة الشعب الليبي.
وبين إرث تاريخي حافل بالتضحيات، وواقع سياسي معقّد، تبقى ذكرى استقلال ليبيا مناسبة وطنية تختزل حلم دولة موحدة ذات سيادة، لا يزال الليبيون يعلقون عليه آمالهم في الخروج من دوامة الانقسام نحو أفق الاستقرار والازدهار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز