ليبيا.. أزمة بعد توقيع اتفاق مع إيطاليا للهجرة غير الشرعية
مجلس النواب الليبي والمبعوث الأممي إلى ليبيا يعلنان رفضهم لاتفاقية بين المجلس الرئاسي وإيطاليا بشأن الهجرة غير الشرعية
سادت حالة من الغضب داخل المحافل السياسية الليبية بعد قيام رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بتوقيع اتفاقية تفاهم مع إيطاليا بشأن الحد من الهجرة غير الشرعية وتعزيز أمن الحدود بين البلدين.
وينص الاتفاق محل الخلاف على أن تعيد إيطاليا كل المهاجرين غير الشرعيين الذين ينطلقون من ليبيا إلى مكان انطلاقهم وإيوائهم في مخيمات على السواحل الليبية.
ووصف مجلس النواب الليبي، ومقره في طبرق شرقي البلاد، مذكرة التفاهم الموقعة بين السراج ورئيس الوزراء الإيطالي بشأن الهجرة غير الشرعية وتعزيز أمن الحدود بين البلدين بـ"الباطلة".
وقال بيان للمجلس إن " فايز السراج لا يحمل أي صفة قانونية بدولة ليبيا وفقاً للإعلان الدستوري إذ أن قضية مثل قضية الهجرة غير الشرعية من القضايا المصيرية المرتبطة بقرار من الشعب الليبي من خلال نوابه الذين انتخبهم عبر صندوق الانتخاب ديمقراطياً وليس وفقاً لمصالح فرد أو أفراد لم ينالوا ثقة مجلس النواب السلطة الشرعية ولا يخولهم القانون بذلك".
وتابع البيان: "إيطاليا تحاول أن تزيح عن كاهلها الأعباء والمشاكل الخطيرة المترتبة على الهجرة أمنياً واقتصادياً واجتماعياً مقابل القليل من الدعم المادي الملزمة به إيطاليا للحد من أعداد المهاجرين غير الشرعيين والذي يقدم لليبيا حتى دون هذه المذكرة ".
وأضاف البيان: "وفقاً للإعلان الدستوري والأحكام الصادرة عن القضاء الليبي بشأن بطلان المجلس الرئاسي المقترح وحكومته وقراراته وجميع ما يصدر عنه يعلن مجلس النواب الليبي أن هذه المذكرة باطلة وغير ملزمة لمجلس النواب الليبي ودولة ليبيا ولا يترتب عليها أي التزام مادي أو قانوني أو أخلاقي على الدولة الليبية في الحاضر أو في المستقبل".
من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، أن سعي المجتمع الدولي لإعادة المهاجرين غير الشرعيين لليبيا أمر غير مقبول ولا يمكن تطبيقه حالياً لما يحدث من جرائم ضد الإنسانية داخل البلاد.
وأوضح كوبلر في تصريحات صحفية، أنه يجب احترام أسس الاتفاقيات الدولية بشأن حق اللجوء والتي تنص على إرسال اللاجئين لبلدان أوضاعها العامة جيدة ولذلك لا يمكن إرسال اللاجئين إلى أماكن وصفها "بالمزرية ".
وطالب كوبلر بضرورة زيادة عدد قوات خفر السواحل وتحسين الأوضاع الإنسانية في المخيمات .