موسكو تستقبل السراج.. وعينها على حفتر
توقعات بزيارة يقوم بها رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية إلى موسكو في إطار عودة روسيا للساحة الليبية
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أنها تتوقع أن يقوم فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، بزيارة موسكو هذا الشهر.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، في تصريح صحفي إن روسيا تسعى للمساعدة في الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وترغب في أن تحل الفصائل المتناحرة خلافاتها عبر المحادثات لا العنف.
وصدر هذا التصريح بعد يوم واحد من إعلان الناطق باسم القوات الخاصة الليبية "الصاعقة"، العقيد ميلود الزوي، أن 70 جريحًا من القوات المسلحة الليبية غادروا البلاد لاستكمال العلاج في روسيا، وأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيه نقل جنود جرحى للعلاج هناك.
ويبدو أن روسيا بعد تقدمها في التسويات التي تجريها مع تركيا وإيران والولايات المتحدة لتهدئة الأوضاع في سوريا، ستتجه بشكل ملفت في الفترة المقبلة للتواجد في الملف الليبي الذي فضلت التواري عنه لفترة.
وتستعين روسيا في ذلك بمد اليد للأطراف المتنافسة في ليبيا، وخاصة حكومة الوفاق الوطني وحكومة طبرق الموالية لقائد الجيش الوطني الليبي المشير الركن خليفة حفتر في شرق ليبيا.
ففي الشهر الماضي قام حفتر بزيارة مفاجئة إلى حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" خلال عبورها أمام السواحل الليبية قادمة من مهمة في سوريا.
وأشارت صحفية "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى السياسة الروسية المقبلة نحو ليبيا، قائلة روسيا عثرت في شخص حفتر على حليف لها، وذلك بعد فترة من نأي موسكو عن نفسها فيما يخص الملف الليبي.
واعتبرت أن حفتر هو الشخص الأنسب لهذا التحالف لأنه الوحيد الذي يقود قوة عسكرية منظمة، ويدعو إلى بناء دولة علمانية، وله نفوذ واسع في القوات المسلحة، ساعده على تجنب تكرار سيناريو العراق الذي قام بتسريح الجيش إثر سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
كما أن حفتر استطاع السيطرة على حقول النفط والغاز والموانئ النفطية؛ ما مكن شركة النفط الوطنية من العودة لنشاطها وزيادة إيرادات الدولة.
غير أن الصحيفة استبعدت أن يكون التحالف عسكريًا في المرحلة الراهنة، أو أن تبادر موسكو الآن إلى إمداد ليبيا بأسلحة ثقيلة، بسبب فرض الأمم المتحدة حظرًا على تسليح ليبيا من ناحية، ولأن روسيا لا تريد المخاطرة بفتح جبهة صراع مع الغرب في ليبيا يؤثر على موسكو في الصراع الدائر بينهما في أوكرانيا من ناحية ثانية.
وسبق أن شدد السراج، خلال استقباله السفير الروسي في ليبيا إيفان مولوتكوف يونيو/حزيران الماضي، على أهمية دور روسيا في ليبيا، آملا أن يكون لها دور في رفع حظر السلاح على ليبيا ورفع الحظر عن أرصدة ليبيا المالية في الخارج.
من جانبه، أعرب سفير روسيا عن أمله في عودة البعثة الدبلوماسية لروسية في أسرع وقت لإعادة تفعيل اتفاقيات التعاون وعودة الشركات والاستثمارات الروسية إلى ليبيا.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMTk3IA== جزيرة ام اند امز