"بلومبرج": بوتين يدعم حفتر ليكون حليفا جديدا في ليبيا
منتشيا بالنجاح في دعم حليفه بشار الأسد في سوريا يطمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددًا لدعم حليف آخر في الشرق الأوسط
منتشيًا بالنجاح في دعم حليفه بشار الأسد في سوريا، يطمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددًا لدعم حليف آخر، ولكن هذه المرة في ليبيا، وفقا لخبراء استطلعت آرائهم وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقالت الوكالة الأمريكية إن حكومة الرئيس الروسي بوتين تصادق قائدًا عسكريًا قويًا، هو المشير خليفة حفتر، الذي يسيطر الآن على مساحات من الأراضي الليبية أكثر من أي فصيل آخر في الدولة الشمال أفريقية المضطربة الغنية بالنفط.
وأشارت إلى أنه خلال زيارتين إلى موسكو، التقى حفتر وزيري الدفاع والخارجية الروسيين بالإضافة إلى قائد الأمن الوطني، تلقى وعودًا بدعم عسكري وسياسي، في الوقت الذي تزوده روسيا بالأموال والخبرات العسكرية لقاعدته في الشرق.
وفي هذا السياق، قال ريكاردو فابياني، وهو محلل أول في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مجموعة يوراسيا" ومقرها لندن: "كلما طال انتظارنا كلما زاد احتمال أن يفوز حفتر، ومن الواضح أنه يحصل على الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي".
ومن خلال دعم حفتر (73 عامًا) الذي تلقى تدريبه العسكري في الاتحاد السوفييتي في السبعينيات، ويجيد الروسية في مواجهته مع حكومة رئيس الوزراء فايز السراج في الغرب، ربما تستطيع روسيا تعزيز دورها في المنطقة، وضمان مليارات الدولارات الليبية في صورة أسلحة وغيرها من العقود.
غير أنها في الوقت نفسه، تخاطر أيضا بإشعال مزيد من الصراع في البلد المنقسم، حيث تتقاتل القوات الموالية لحفتر، وكذلك الجماعات المسلحة المتناحرة التي تتهمها الأمم المتحدة بانتهاكات حقوق الإنسان.
وأشارت الوكالة إلى أن روسيا خسرت 4 مليارات دولار على الأقل في صفقات الأسلحة ومليارات الدولارات الإضافية من عقود الطاقة، والنقل بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقتله، وفقا لمسؤولين حكوميين وشركات مملوكة للدولة.
وفي المقابل تدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحكومة، التي أقرتها الأمم المتحدة في ليبيا، حيث دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حفتر وقواته بقبول "القيادة المدنية" لسلطات طرابلس.
وفي الوقت نفسه، ربما تعزز استراتيجية بوتين شراكة جديدة مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حال انحياز موسكو وواشنطن لدعم قتال حفتر ضد الجماعات المتطرفة، وفقا لماتيا تولدا، الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
من جانبه، يعتقد رافائيل إنيكيف، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في مجموعة استشارية تابعة للكرملين، أنه "يجب العمل وفقا لأرض الواقع، والمفتاح هنا هو القوة العسكرية والسيطرة على النفط، وفي مثل هذه الظروف، يمكن لحفتر فرض شروطه على طرابلس".
وبعد أن تدخلت روسيا عسكريا لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في القتال ضد جماعات المعارضة المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها، وضد الجماعات الإرهابية، استعادت القوات الحكومية المدعومة من روسيا هذا الشهر السيطرة الكاملة على حلب، العاصمة التجارية السابقة، في تحول كبير في الحرب التي تدور رحاها منذ ست سنوات.
وأوضحت الوكالة أن روسيا تساعد جهود حفتر في نواح أخرى أيضا، لتكون له اليد العليا على حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في ديسمبر/كانون الأول 2015، ونفوذها لا يمتد كثيرًا خارج العاصمة.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد طبعت موسكو 4 مليارات دينار ليبي (2.8 مليار دولار) بموجب عقد مع مصرف ليبيا المركزي، ونقلتها إلى مدينة شرقية موالية لحفتر، حيث تستخدم الأموال في جميع أنحاء البلاد باستثناء طرابلس ومنطقة مصراتة الغربية المناهضة لحفتر.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري بعد لقاء مع نظيره الإيطالي في روما، إن حفتر "يمكن ويجب أن يصبح جزءا من الاتفاقات الوطنية".
وبدوره قال علي التكبالي، وهو عضو لجنة الدفاع في برلمان طبرق، وهو مؤيد لحفتر إنه إذا استمر الجمود فإن "مشاركة روسيا أمرا لا مفر منه، وسوف تكون لدعم الجيش الليبي الشرعي الذي سوف يستعيد الاستقرار".