اجتماع بنغازي.. خطوة على طريق الاستقرار وعلامات استفهام حول الغائبين
على طريق تعزيز الثقة بين الفرقاء الليبيين، خطت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) خطوة نحو إجراء الانتخابات التي تعثرت على صخرة "القوة القاهرة".
تلك الخطوة تمثلت في عقد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة اجتماعا في مدينة بنغازي شرقي البلاد للمرة الأولى، بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باتيلي، ومشاركة قادة الوحدات العسكرية والأمنية من المناطق الغربية والشرقية والجنوبية.
وبحسب البيان الختامي، الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن الاجتماع يهدف إلى تعزيز الثقة بين القادة العسكريين والأمنيين لدعم العملية السياسية، وللمضي قدماً في توفير بيئة مناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال العام الجاري، والقبول بنتائجها من كافة الأطراف.
إخراج المرتزقة
واتفق المجتمعون على "الالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والقادة العسكريين والأمنيين في اجتماعي تونس وطرابلس"، فيما أكد البيان الاستعداد "لتقديم كافة أشكال الدعم لتأمين الانتخابات بكافة مراحلها، والحث على دعم جهود اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ولجنة التواصل الليبية المنبثقة عنها في إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب".
وانتهى الاجتماع إلى الاتفاق على "البدء بإجراءات عملية لمعالجة مشاكل النازحين والمهجرين والمفقودين، وضمان العودة الآمنة لهم بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية المعنية في مختلف مناطق ليبيا"، إضافة إلى "تبادل المعلومات فيما يخص المحتجزين لدى الطرفين والبدء باتخاذ خطوات عملية لتبادل المحتجزين بأسرع وقت".
ووفق بيان البعثة الأممية، فإن المجتمعين أشادوا بمبادرة القيادة العامة للجيش الليبي بالإفراج عن ستة من الموقوفين لديهم من أبناء المنطقة الغربية على قضايا أمنية، والاتفاق على "تحديد موعد الاجتماع القادم بعد شهر رمضان في مدينة سبها جنوب البلاد".
بيئة آمنة
وحول نتائج ذلك الاجتماع قال الخبير الأمني الليبي ناجي القداري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "البيان الصادر عن اجتماع بنغازي حمل جديدا مبشرا"، مشيرا إلى أن "دعم الانتخابات وتوفير بيئة آمنة لإجرائها، وكذلك تأمين الاقتراع، أمور نوقشت في الاجتماعات السابقة، إلا أن ملف تبادل السجناء لدى الطرفين يعد أمرا جديدا كان يجب نقاشه في وقت سابق".
وأوضح الخبير الأمني الليبي، الذي يعد ضابط شرطة سابقا، أن تبادل السجناء بين أطراف كانت بالأمس تتقاتل هو أول الأمور التي تعيد الثقة بين الطرفين".
وأشار الضابط الليبي السابق إلى أن "القيادة العامة للجيش الليبي في شرق البلاد بادرت بإخلاء سبيل سجناء لديها من المنطقة الغربية، في خطوة لاقت استحسان المشاركين في الاجتماع".
وأكد أن "مناقشة اجتماع بنغازي ضم قيادات أمنية تمثل جنوب البلاد أمر جديد، خاصة أن تلك المنطقة الأكثر حاجة للأمن وتوفير بيئة مواتية لعقد الانتخابات بعكس باقي المناطق الشرقية والغربية".
وأشار إلى أن مناقشة ملف سحب المرتزقة من ليبيا أمر آخر يدعو لإشراك أهل الجنوب في المشاورات، كون جل المرتزقة من الدول الأفريقية الثلاثة النيجر وتشاد والسودان، والتي سافر إليها المبعوث الأممي عبدالله باتيلي قبل أسبوع.
علامات استفهام
وعن اجتماع بنغازي، قال الخبير الأمني الليبي ناجي القداري إنه لاحظ "تغيب أمراء المليشيات المسلحة الكبيرة في طرابلس، في حين أنهم حضروا الاجتماع السابق المنعقد في طرابلس قبل أسبوعين".
وعن ذلك، قال: "أنا استغرب تغيبهم رغم أن بنغازي أكثر أمانا من طرابلس"، متسائلا عن سبب عدم حضور عماد الطرابلسي وزير الداخلية بالمنطقة الغربية، ورئيس جهاز دعم الاستقرار في طرابلس عبدالغني الككلي، وآمر الكتيبة 301 مشاة في مصراتة عبدالسلام زوبي.
وأكد أن "الغائبين هم أكثر تأثيرا في غرب ليبيا، فهم أصحاب القوة الفعلية على الأرض، وكانوا قد حضروا الاجتماع السابق في طرابلس"، مشيرا إلى أن وجودهم لنقاش تلك الأمور أمر في غاية الأهمية".
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg
جزيرة ام اند امز