محللون ليبيون عن الزيارة المصرية: تكامل وشراكة استراتيجية
أكد محللون ليبيون على أن زيارة رئيس الوزراء المصري إلى ليبيا شهدت مردودا جيدا على المستوى الشعبي والسياسي.
وشدد الخبراء في أحاديث لــ"العين الإخبارية" على أن الزيارة رفعت مستوى التعاون المشترك إلى التكامل والشراكة الاستراتيجية؛ بما يتواءم مع طموحات شعبيهما في حياة زاهرة مشتركة يسودها الأمن والوئام، والترابط الاجتماعي والاقتصادي التام.
وأمس الثلاثاء، أجرى رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، زيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس، برفقة 11 وزيرا، لبحث التعاون الاقتصادي والسياسي مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتوقيع عدد من الاتفاقيات.
اختبار حقيقي
المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش قال إن الزيارة المصرية هي لجس النبض وإحراج رئيس الحكومة الليبية ووضعه في المحك العملي لمعرفة حقيقة نواياه، خصوصًا فيما يتعلق بخروج القوات التركية والمرتزقة السوريين، مشيرا إلى أنها تعمل على توضيح حقيقة انفتاح حكومة الدبيبة على محيطها الإقليمي وعدم رضوخها للإملاءات التركية.
وأضاف المحلل الليبي في تصريحات لـ"العين الإخبارية: "في هذه المرحلة تعيش الحكومة الليبية منافسة شرسة بين دول الإقليم للحصول على حصة في الميزانية غير المسبوقة في ليبيا، والتي تحاول تركيا الاستحواذ عليها وحرمان بلدان الجوار الليبي منها.
وتابع: "أعتقد أن الدعوة التي وجهت إلى عبد الحميد الدبيبة لزيارة القاهرة للتوقيع على اتفاقيات تجسد النوايا الحقيقية للحكومة الليبية، ستكون الاختبار الأقوى لنوايا رئيس الوزراء الليبي".
وأكد المرعاش على استمرار مصر في مساندة دولة الجوار حتى تمر المرحلة الانتقالية بسلام إلى الانتخابات نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن مصر منذ بداية الأزمة الليبية وهي منفتحة على كل الأطراف في ليبيا، وكانت تسعى خلال السنوات الماضية لإنهاء الأزمة عبر استقرار دائم.
تعاون اقتصادي
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم إن الزيارة كانت مثمرة جدا للبلدين من حيث التعاون الاقتصادي والسياسي.
وأضاف بلقاسم في تصريحات لـ" العين الإخبارية" أن "الزيارة جاءت ردا على زيارة السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا إلى مصر"، مشيرا إلى أن القاهرة من أكثر الداعمين لإعادة أمن واستقرار بلد الجوار.
وأوضح أنه على المستوى الاقتصادي شهدت توقيع الاتفاقيات والتعاون في إعادة الإعمار بمشاركة الكثير من الشركات المصرية، بالإضافة إلى التعاون الكهربائي لحل أزمة الانقطاع المستمرة وتحقيق الربط المتكامل بين البلدين.
وشدد على أن أهم المكاسب هي عودة العمالة المصرية والتي قاربت في وقت سابق من 2 مليون عامل، وتسهيل إجراءات التنقل وعودة الطيران المباشر إلى القاهرة.
وأكد على أن مصر تعمل على مساعدة الحكومة في كل المجالات، وكذلك الإجراءات التي تؤدي لتحسين الأوضاع الاقتصادية.
ترحيب مجتمعي
بدوره، اعتبر المحلل الاقتصادي والخبير المالي الليبي، هيثم العبيدي، أن الزيارة كان لها تداعيات كبرى سواء على المستوى الشعبي والاجتماعي والاقتصادي.
وأشار إلى أن المكاسب التي عادت على البلدين كبيرة سواء بتوقيع الاتفاقيات أو معاملة الليبيين كالمصريين في القطاع الصحي خاصة في ظل تردي الأوضاع في البلاد.
وأوضح أنه في مجال النقل الجوي سوف تعود حركة الطيران بين طرابلس بنغازي القاهرة، ومشاركة مصر في إعادة الإعمار خاصة لما لها خبرة في مجال المنشآت والإعمار.
وعبر الخبير المالي الليبي عن أمله في أن يدخل البنك المركزي المصري في مساعدة القطاع المالي والمصرفي وتحديثه في البلاد، مشيرا إلى أن الانقسام السياسي قبل ذلك عطل هذه الخطوة.
وأكد أن الخطوات المقبلة بعد مبادرة حسن النية ستكون السوق الحرة وإعادة تفعيل اللجان المشتركة، مشيرا إلى أن مصر لها دور كبير في إعادة الإعمار ومساندة ليبيا في الإصلاح الاقتصادي.
وبين أن الحكومة الليبية وضعت التجربة المصرية الرائدة بعين الاعتبار، وتحاول الاستفادة من خبرات القاهرة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، لذا ركزت الاتفاقيات على المجالات الأمنية والاقتصادية بشكل أساسي.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjE0IA== جزيرة ام اند امز