استثمارات أوروبا في الطريق.. نفط ليبيا يدخل اهتمامات القارة العجوزة
تحتكم ليبيا على مخزونات نفطية تبلغ 48 مليار برميل ما يجعلها ثالث أكبر منتج للنفط الخام في قارة أفريقيا والتاسعة عالمياً، ولذلك تتجه إليها أنظار أوروبا لتعويض الإنتاج الروسي.
وتتوزع أحواض النفط الليبية إلى 4 أحواض منتجة هي: سرت، وغدامس، ومرزق، ثم تريبوليتانيا البحري، بالإضافة إلى حوضين آخرين غير منتجين، هما الكفرة في الجنوب الشرقي وحوض برقة المنبسط في الشمال الشرقي، بحسب شركة رأس لانوف لتصنيع النفط والغاز.
وارتفع إنتاج ليبيا عضو أوبك إلى نحو مليون و300 ألف برميل يوميا قبل أكثر بقليل من عام لكنه بقي متقلبا بسبب الإغلاقات والمشاكل الأمنية وتدهور البنية التحتية.
وتمثل أوروبا سوقا استهلاكية للغاز الطبيعي ناهزت 394 مليار متر مكعب في سنة 2020، كما وصلت مستوى 400 مليار متر مكعب في السنة الماضية 2021، ويتم ضمان تغطية 40% منها عن طريق واردات الغاز الروسي".
وتضع المؤسسة الوطنية الليبية للنفط خططا تهدف إلى 1.45 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من عام 2022، وإلى 1.6 مليون في غضون عامين وإلى 2.1 مليون في غضون أربع سنوات، لكنها قالت إن هذا يحتاج استثمارات بنحو 18 مليار دولار.
وبعد الازمة العالمية بين روسيا وأكرانيا وإعلان أمريكا وعدد من الدول الأوروبية مقاطعة الغاز والنفط الروسي، اتجهت الأنظار إلى أفريقيا وليبيا خاصة نظرا لإنتاجها الوفير بالإضافة إلى قربها إلى الشواطئ الأوروبية حيث تبلغ المسافة 300 إلى 350 كيلومترا مما يقلل من قيمة النقل.
تحركات أوروبية عاجلة
ويرى المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو"، أن أوروبا سوف تتأثر كثيرا بالأزمة لاعتمادها على أكثر من 40% من الغاز الروسي.
وأضاف بوينو في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الاتحاد الأوروبي يقود مشاورات حالية لتجنب تأثره بالأزمة الروسية فيما يتعلق بالغاز والطاقة ويقود مشاورات مع عدد من دول الشرق الأوسط على رأسها ليبيا والجزائر لتنويع مصادر الغاز والطاقة والتسريع في توفيرها حتى نواجه كافة السيناريوهات.
ولفت إلى أن هناك محادثات بين ليبيا وإيطاليا في هذا الصدد مع زيارات على أعلى مستوى للتحرك العاجل، ويتوقع تحرك عدد من الدول الأوروبية للاستثمار في النفط الليبي.
وبين أن إيطاليا تعتزم زيادة وارداتها من ليبيا لتكون بديلًا عن الغاز الروسي الذي ستخفض روما نسبته بنحو 50% خلال شهرين
ولا تلبي ليبيا سوى احتياجات ضئيلة من الغاز إلى إيطاليا تقدر بنحو 2.5% فقط من إجمالي الطلب اليومي الذي يأتي معظمه من روسيا ثم الجزائر وقطر.
تصريحات متحدث الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط تأتي متسقًة مع تصريحات رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، الذي أكد أن ليبيا تركز حاليًا على رفع معدلات إنتاج الغاز للاستجابة للطلب المتزايد عليه في السوق الأوروبية
صعوبة التعويض
واختلف مع سفير الاتحاد الأوروبي، المستشار في قطاع النفط والغاز، عبد الجليل معيوف، الذي رأى صعوبة في تعويض ليبيا الدول الأوروبية عن نقص الغاز الروسي.
وأضاف معيوف أن روسيا تنتج كميات كبيرة جدا من الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن ما تنتجه ليبيا الآن 70% يتجه إلى إيطاليا ويشكل 15% من الاستهلاك في روما.
وتابع أن 30% من الإنتاج يتوجه داخليا للاستهلاك المحلي سواء أنابيب المنازل أو المجمعات الصناعية والكهرباء، لافتا إلى أن البنية التحتية في قطاع النفط والغاز متدهورة جدا وتحتاج استثمارات كبرى.
وشدد على أن قطاع النفط الليبي يحتاج 5 إلى 10رسنوات من الاستثمارات في البنية التحتية ليستطيع تعويض أوروبا عن الامدادات الروسية.
وأكد المستشار في قطاع النفط والغاز الليبي أن منطقة إقليم برقة شرق ليبيا والممتدة من بنغازي إلى الحدود المصرية يوجد بها مؤملات كبيرة من النفط والغاز وهي مناطق آمنة للاستثمار.
معوقات
وحول المعوقات التي تعيق زيادة الإنتاج من النفط والغاز أشار إلى وجود، عوائق فنية نظرا لضعف البنية التحتية لهذا القطاع من مشاكل تقادم المعدات السطحية وارتفاع تكاليف الصيانة.
والأخرى متعلقة بإغلاق بعض الحقول النفطية، لعدة أسباب مثل المطالبة برفع أجور العاملين في هذا القطاع.
وأوضح عبد الجليل أنه من الممكن أن تساعد الاستثمارات الأوروبية في النهوض بهذا القطاع وهذا يتطلب أن تكون أوضاع البلاد مستقرة وآمنة. وهناك بالفعل محاولات من قبل توتال الفرنسية وإيني الإيطالية بهذا الخصوص.