هل تحقق ليبيا طموحات إيطاليا وأوروبا؟.. الفطام عن الغاز الروسي
تخطط دول أوروبية لاستبدال الغاز والنفط الروسي ببدائل أفريقية وتأتي ليبيا على رأس الخيارات.
التخطيط الأوروبي بدأ من عند إيطاليا والتي كشف وزير التحول البيئي بها، روبرتو سينغولاني، في مؤتمر، إن بلاده تجري محادثات لإبرام أولى الاتفاقيات في هذا الإطار خلال الأسابيع القليلة، متوقعًا حصول روما على 10 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز عبر خطوط الأنابيب مع الجزائر وليبيا وأذربيجان هذا العام.
وأضاف أنه سيتخطّى هذا الرقم 20 مليار متر مكعب بحلول العام 2024.
- ثمن الاستسلام للروبل.. شحنة "وقود نووي" منحة روسية للمجر
- ماذا تربح روسيا من قرار بيع النفط والغاز بالروبل؟
وقال سينغولاني خلال حديثه في مؤتمر لمنظمة أغورا الديموقراطية: إن سلسلة من المفاوضات تجري حالياً مع ليبيا والجزائر وأذربيجان، ونتائجها ستدخل حيز التنفيذ بحلول سنة 2024
وتأتي هذه الخطوة لتقليل اعتماد إيطاليا على الغاز الروسي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير/شباط 2022
ولا تلبي ليبيا سوى احتياجات ضئيلة من الغاز إلى إيطاليا تقدر بـ 15% فقط من إجمالي الطلب اليومي الذي يأتي معظمه من روسيا، لكنها تعتمد على زيادة الإمداد من الدولة الأفريقية خاصة في ظل رغبتها استبدال غاز موسكو.
وتخطط السلطات الليبية زيادة الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل يوميًا بحلول 2025، حيث سرعت البلاد في عام واحد فقط الإنتاج من 390 ألف برميل يوميًا، إلى 1.24 مليون برميل يوميًا، ما يفتح فرصًا استثمارية مربحة في البلاد.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكدت مؤسسة «إنيرجي كابيتال آند باور» الدولية، أن إيطاليا من أهم الشركاء الأجانب المستثمرين في قطاع النفط الليبي، وخاصة أنها تتمتع بعلاقات وثيقة من خلال تشغيل خط أنابيب «غرين ستريم»، والذي يمثل 8% من إجمالي استهلاك الغاز في إيطاليا، كما عززت «إيني» متعددة الجنسيات أكثر من 50 عامًا من التعاون الاستراتيجي مع المؤسسة الوطنية للنفط، وأعلنت استراتيجيتها الاستثمارية مع التركيز على الغاز الطبيعي وزيادة قدرة توليد الكهرباء.
قطاع متدهور
ورأى المستشار في قطاع النفط والغاز، دكتور عبد الجليل معيوف، أن إيطاليا ترتبط بليبيا بعقود غاز من خلال شركة مليتا عبر خط Green Stream الذي يمتد الي الجنوب الإيطالي والذي يشكل حوالي 15% من استهلاك إيطاليا، بعد زيادة الضخ العام الحالي.
وأضاف الخبير الليبي لـ" العين الإخبارية" أن بالنسبة لقدرة ليبيا لزيادة تصديرها من الغاز الي إيطاليا ليس من الممكن الآن وذلك لعدة أسباب أهمها قدرة البلاد في هذا المجال غير ممكنة.
محاولات إيطالية فرنسية
وأرجع معيوف السبب الرئيس إلى ضعف البنية التحتية لقطاع النفط والغاز مع مشاكل تقادم المعدات السطحية وارتفاع تكاليف الصيانة، لافتا إلى أنه لتحسين هذه البنية التحتية يتطلب استثمارات ضخمة وهذا غير متوفر في السنوات القادمة.
وأوضح عبد الجليل أنه من الممكن أن تساعد الاستثمارات الأوروبية في النهوض بهذا القطاع وهناك بالفعل محاولات من قبل توتال الفرنسية وإيني الإيطالية بهذا الخصوص.
ويصدر جزء من الغاز المعالج من قبل شركة “مليتة” للنفط والغاز الليبية إلى إيطاليا، عبر حقل البوري النفطي والغازي، الذي بدأ العمل فيه عام 1973، باحتياطي بلغ 3.5 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، وإنتاج سنوي يُقدَّر بـ6 مليارات قدم مكعّبة من الغاز الطبيعي.
وحقل الجرف القارّي تُشرف عليه بالمحاصصة شركة “إيني” الإيطاليّة، والمؤسّسة الليبية للنفط، حيث يصدر إجمالي مليار قدم مكعّبة إلى إيطاليا، عبر الخطّ البحري “جرين ستريم”.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز