كيان جديد لمليشيات طرابلس.. مناورة للقفز على اتفاق جنيف
في خطوة تظهر التناقض والارتباك في صفوفها، أعلنت المليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس تأسيس كيان جديد هربا من استصدار قرارات دولية ضدها والتفافا على اتفاق جنيف.
وقال بيان التأسيس إن المؤسسين (وهم زعماء مليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية) يعلنون هذا الكيان المدني للتعبير عن إرادتهم تحت اسم (ائتلاف القوات المدنية المساندة)".
وبحسب مراقبين، فإن المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية تسعى من وراء تلك الخطوة للتخفي من الملاحقة القضائية والبقاء تحت أي مسمى لأطول فترة ممكنة في السيطرة على العاصمة طرابلس بينما تضمن اتفاق جنيف قرارا بحلها ونزع سلاحها ومكافحة الإرهاب.
وتعقيبا على تلك الخطوة، قال المحلل السياسي الليبي جمال شلوف لـ"العين الإخبارية، إن "اتفاق اللجنة العسكرية الليبية 5+5 صدمة شديدة لدى المليشيات المسلحة في طرابلس التي تحاول تغيير جلدها واسمها خشية ملاحقتها قانونيا ودوليا بقرارات مجلس الأمن الدولي".
وتضمن الاتفاق الموقع في جنيف يوم الجمعة في بنوده الـ12 حصر المليشيات المسلحة وتصنيفها مع التأكيد على أن قرار وقف إطلاق النار لا يشمل مكافحة الإرهاب، علاوة على بند خروج القوات التركية والمرتزقة والتي كانت تتخذها المليشيات ظهيرا لها في مواجهة الجيش الوطني الليبي.
على صعيد متصل، قال مصدر أمني ليبي لـ"العين الإخبارية" إن "اجتماع 5+5 لم يشكل مفاجأة للمليشيات لأنها اعتادت على إفشال التوافقات الليبية التي يكون فايز السراج طرفا فيها إذا ما رأت أنها مهددة لوجودها ومصالحها المالية".
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن "المليشيات كانت في كل مرة تستخدم القوة بحصار المؤسسات والوزارات الحيوية لإجبار المفاوضين على السير حسب مصلحتها في استمرار الفوضى تحت غطاء الحفاظ على الثورة".
وأشار إلى أن "الصدمة في جنيف جاءت بالتوقيع الفعلي على الاتفاق إذ كانت المليشيات تتوقع قبل التوقيع النهائي أن يعود كلا الطرفين إلى قيادته للتشاور وهو ما كانت تنتظره المليشيات وتتجهز له بإعادة توزيع تمركزاتها داخل العاصمة حتى تقوم بالضغط على الطرف الممثل لطرابلس".
وأوضح المصدر الأمني أن "الصدمة الأقوى التي تلقتها المليشيات من اتفاق جنيف جاءت بتحويل هذا الاتفاق إلى مجلس الأمن واعتماده كقرار دولي يلزم كافة الأطراف الداخلية والخارجية بتنفيذه وليس قرارا محليا تستطيع المليشيات الضغط على أحد طرفيه وبالتالي إفشاله".
واعتادت التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة في ليبيا على تغيير اسمها أو التخفي في كيانات جديدة كلما اقترب المجتمع الدولي من إدانة المليشيات المسلحة وإصدار قرارات لملاحقته.
وفي سياق متصل، أعلن فرع تنظيم الإخوان الإرهابي في مدينة مصراتة غربي ليبيا، الأسبوع الماضي، حل نفسه وتقديم أعضائه استقالات جماعية.
وسبقت هذه الخطوة استقالة أخرى قبل شهرين في تنظيم الإخوان في مدينة الزاوية غرب طرابلس وهي خطوات اعتبرها مراقبون محاولة من التنظيم لتغيير جلده للانقضاض على الاستحقاقات الانتخابية القادمة في ليبيا -لم تحدد موعدها- من خلال كيانات جديدة
وتأتي الاستقالات في أهم معقلين للإخوان غربي البلاد وسط انكشاف للدور الوظيفي الذي يلعبه التنظيم غربي ليبيا لصالح الغزو التركي للأراضي الليبية
والشهر الجاري شهد جوانب عديدة من تواطؤ تنظيم الإخوان الإرهابي في أكثر من بلد عربي مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بعد تسريب وثائق من رسائل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز