خبراء: رعاة الإرهاب في ليبيا يسعون لاستغلال التناقضات الدولية
خبراء ليبيون تحدثوا لـ"العين الاخبارية" مؤكدين أن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول استثمار ما بدا أنه تناقض بين الموقفين الروسي والأمريكي لكسب الوقت
أجمع خبراء ليبيون أن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول استغلال التناقضات بين القوى الدولية المتداخلة مع الأزمة الليبية، لضمان بقائها لفترة أطول في المشهد السياسي.
وأشار الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" إلى أن هذه التناقضات الدولية ظهرت في التراشق بين أمريكا وروسيا مؤخرا على خلفية الأزمة الليبية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها الخميس الماضي "واشنطن تؤكد دعم سيادة ليبيا وسلامة أراضيها في وجه محاولات روسيا لاستغلال الصراع بما يتعارض مع إرادة الشعب الليبي".
- سفير ألمانيا لدى ليبيا: مؤتمر برلين آلية مستمرة لحل الأزمة
- دبلوماسي ليبي سابق: العالم يتجاهل جرائم مليشيات طرابلس
بيان الخارجية الأمريكية شديد اللهجة، جاء عقب زيارة لأمريكا قام بها وزيرا الخارجية والداخلية بحكومة الوفاق الليبية بزعامة فايز السراج، التقيا خلالها عددا من أعضاء وكالات محلية أمريكية خلال اجتماع عقد تحت عنوان "تنسيق أمني أمريكي-ليبي".
في المقابل نفى نائب رئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان) فلاديمير جاباروف ما ورد في البيان الأمريكي، قائلا في تصريحات صحفية إن "محاولات اتهام روسيا باستخدام النزاع في ليبيا لمصالحها لا أساس لها من الصحة"، نافيا وجود قوات روسية في ليبيا.
ترويج مدفوع
يرى المحلل السياسي جمال شلوف أن ما أطلق عليه حوار أمني "أمريكي-ليبي" ربما يكون مجرد عمل مدفوع الثمن من شركة علاقات عامة، تعاقد معها رئاسي الوفاق، واصفا الاجتماع بأنه مجرد حوار حديث مع صغار الموظفين.
وكشف شلوف، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن السراج دفع من خزائن البنك المركزي الليبي 150 ألف دولار شهرياً (107 آلاف دولار) من إجمالي عقد سنوي قيمته 1.8 مليون دولار، لصالح شركة ميركيوري الأمريكية للضغط والعلاقات العامة، لتحسين صورة حكومته أمام الإدارة الأمريكية،
وكشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، في وقت سابق، عن تعاقد حكومة السراج مع شركة "ميركيوري" الأمريكية المتخصصة في العلاقات العامة والضغط، لتحسين صورة الأولى أمام الإدارة الأمريكية.
ويستهدف السراج وحكومته التي تدعم المليشيات في ليبيا أيضا الحصول على دعم أوروبي وعربي في معاركها ضد الجيش الوطني الليبي، خاصة عقب التقارب الأمريكي المعلن مع الجيش الوطني الليبي في معاركه ضد الإرهاب.
توقيف "الزاوي" وإحراج السراج
برؤية أخرى، اعتبر الباحث السياسي الليبي سراج الدين التاورغي أن إلقاء السلطات الروسية القبض على الإرهابي "أبوعبيدة الزاوي" أثار حفيظة السراج وحكومته والمليشيات التي يرعاها.
وكان السراج اصطحب "الزاوي" ضمن وفد رسمي للمشاركة في مؤتمر سوتشي للتعاون الروسي الأفريقي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واحتجزته سلطات المطار ومنعت دخوله إلى أراضيها لحين انتهاء المؤتمر ثم أطلقت سراحه بعدها ليعود مرة أخرى مع السراج.
وأضاف التاورغي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان بعد هذه الواقعة صعدوا من وتيرة الهجوم على روسيا، وادعاء وجود قوات لها تقاتل إلى جانب الجيش الليبي، لإخفاء هزائمهم المتلاحقة، واقتراب حسم معركة الجيش الليبي لتحرير طرابلس.
وأوضح الباحث الليبي أن "علاقة القيادة العامة للجيش الليبي مع روسيا تنبع من حرص القيادة العامة على إقامة علاقات متوازنة مع دول كبرى مثل روسيا الملتزمة بقرارات الشرعية الدولية والمساندة للشرعية في مجلس الأمن في مقابل الدول الداعمة للإرهاب مثل تركيا، التي خرقت كل الاتفاقات والقرارات الدولية بضخ السلاح والإرهابيين لحكومة السراج".
هجوم ممنهج
العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أكد في تصريحات سابقة أن روسيا تملك قدرة وقرارا دوليا مؤثرا في إنهاء دور الإخوان الإرهابيين والحد من مخاطرهم، وتسهم بشكل كبير في القضاء على الإرهاب الذي فجرته الجماعة الإرهابية في المنطقة كلها والحد من نفوذها، لذا يتسق هجوم الإخوان على روسيا مع مخاوف الجماعة من فقد آخر معاقلها في ليبيا.
واتفق مع هذا الرأي الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي بجامعات ليبيا، الذي أكد أن هجوم الإخوان على روسيا مؤخرا يأتي في إطار الهجوم الممنهج على كل الدول المؤيدة للجيش الليبي في حربه على الإرهاب.
وأضاف الزبيدي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه حتى دول مثل مصر وفرنسا لم تسلم من جماعة الإخوان الإرهابية وافتراءاتهم، حيث جاء هجوم الوفاق والمليشيات بعد فشل السراج في شراء أو استمالة الموقف الروسي إلى جانبه، بعقد صفقات استيراد القمح وبعض المنتجات الروسية.
تبرير الهزيمة
السياسي الليبي فرج ياسين، رئيس مجلس مدينة طبرق السابق، يرى من جانبه أن تنظيم الإخوان في ليبيا يلعب بآخر أوراقه، وهي مناصبة روسيا العداء بعد دورها داخل مجلس الأمن.
وقال ياسين، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو) لإحباط عدة مشروعات دولية داخل مجلس الأمن كانت تهدف لإنقاذ موقف الإخوان ومليشياتها وتنظيماتها الإرهابية.
ورفضت موسكو مرارا إدانة القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في عملياتها ضد الإرهاب خاصة في طرابلس، كما رفضت الإدارة الروسية بيانا قدم لمجلس الأمن يدعو الجيش الليبي لوقف تقدمه نحو العاصمة.
وتعاني العاصمة طرابلس من سطوة المليشيات عليها منذ سنوات، ما دفع الجيش الوطني الليبي لإطلاق عملية عسكرية في أبريل/نيسان الماضي بهدف تطهير طرابلس من المليشيات.
الخبير والقانوني الليبي المستشار عبدالرحيم الجنجان يرى أن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول تبرير هزيمتها العسكرية أمام الجيش الليبي بادعاءات وأكاذيب تروج، إلى أن الهزيمة والخسائر التي تمنى بها على الجبهات بسبب وجود تدخل عسكري روسي إلى جانب الجيش الوطني الليبي.
وقال الجنجان في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن الجماعة الإرهابية تحاول المكسب بالطرق كافة، وتسعى بهذه الطريقة تشوه الدور الروسي من ناحية، ومحاولة استمالة الموقف الأمريكي من ناحية أخرى.
وتحظى المليشيات بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية ومن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، في حين تدعم الحكومة المؤقتة (تحكم الشرق الليبي وتحظى بثقة البرلمان الليبي) الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز