الاتجار بالبشر.. لعبة قطرية للضغط على الغرب عبر مليشياتها بطرابلس
الاتجار بالبشر سلاح ذو حدين استخدمته قطر لتمويل الجماعات الإرهابية وكذلك للضغط على أوروبا.
تعد ليبيا أحد المنافذ الرئيسية للمهاجرين القادمين من دول أفريقية الراغبين في السفر لأوروبا بطريقة غير شرعية ومع دخولها حالة من عدم الاستقرار منذ سقوط نظام معمر القذافي تزايدت شبكات تهريب البشر.
ووفق مراقبين فإن قطر لها دور "قذر" ومسؤولية تحاسب عليها عن هذا الجحيم الذي جعل المهاجرين في ليبيا مجرد بضائع تباع وتشترى.
وأكدوا أن الدور القطري بدأ يزداد بعد 2011 حيث بدأت في حشد مجموعات إرهابية تنتمي غالبيتها إلى ما يعرف بـ"الإسلام السياسي" وعلى رأسها الجماعة الليبية المقاتلة وبقايا تنظيم القاعدة والمجموعات التي ترتبط بتنظيم الإخوان.
وأكدوا أن الدوحة بدأت تمد هذه المجموعات بالسلاح عبر هبوط طائرات لا تخضع لمراقبة السلطات الليبية، بل لمن كانوا يسمون أنفسهم آنذاك بأنهم ثوار، ويخزنون هذه الأسلحة في مزارع معروفة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وضمت أسلحة ثقيلة كالمدافع والراجمات.
وأشاروا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذا التمويل كان يتم عبر المساعدة في تهريب مشتقات النفط من ليبيا إلى بلدان أفريقية، وتجارة الخمور والمخدرات، والأخطر من ذلك الاتجار بالبشر.
واعتبروا أن الاتجار بالبشر سلاح ذو حدين استخدمته قطر لتمويل الجماعات الإرهابية وكذلك للضغط على أوروبا بأنها لاعب فاعل في ليبيا وبإمكانها وقف تدفق المهاجرين إلى بلادهم عبر مليشياتها؛ لنيل بعض المكاسب بعد قطيعة عربية مع الدولة الصغيرة.
مليشيا "الدباشي"
وتعد مليشيا "أنس الدباشي" التي يقودها الإرهابي المطلوب دوليا أحمد الدباشي، أحد أهم التنظيمات المسلحة التي تسيطر على مجال تجارة البشر في صبراتة (غرب)، وفق ما أكده تقرير سابق للأمم المتحدة.
وبعد تحرير صبراتة من الجيش الليبي هرب الدباشي إلى مدينة الزاوية (جنوب العاصمة) وتحالف مع مليشيات طرابلس.
مليشيات الزنتان والأمازيغ
وهي مليشيات مسلحة وتشكيلات يقودها الإرهابيان أسامة جويلي وعماد الطرابلسي وتضم عناصر إجرامية ومهربين كبار في مجال تجارة البشر.
وضد كل المواثيق الأخلاقية، ظهر دور ثالث لاستخدام المهاجرين غير الشرعيين عبر زجهم في الحرب ضد قوات الجيش الليبي.
وليبيا هي البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحرا، حيث سلك مئات الآلاف هذا الطريق في الأعوام الماضية.
المهاجرون دروع بشرية
ووفق تحقيق نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، كشفت عن أن المليشيات الموالية لحكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس تجبر هؤلاء اللاجئين والمهاجرين المحتجزين على دعمها في العمليات العسكرية، وتستخدمهم كرهائن ودروع بشرية؛ ما يرقى إلى "جريمة حرب" محتملة.
ويشعر مئات اللاجئين والمهاجرين داخل المجمعات ومراكز الاحتجاز في طرابلس، بالقلق من أنهم سيصبحون ضحايا وأهدافًا، بعد إجبارهم على القيام بدور نشط في دعم المليشيات المتحالفة مع حكومة "الوفاق الوطني" التي تتخذ من طرابلس مقراً لها.
جوديث ساندرلاند، المديرة المساعدة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قالت إن "إجبار المدنيين على تخزين الأسلحة في منطقة حرب يعد عملاً قسريًا مسيئًا وقاسيًا بشكل غير قانوني، ويعرضهم لمخاطر غير ضرورية".
وأضافت أن "جعلهم يرتدون الزي الرسمي يشير إلى أنهم يستخدمون كرهائن أو دروع بشرية، وكلاهما جرائم حرب".
وتابعت: "بدلاً من الضغط على المهاجرين المحتجزين في هذه الأنشطة الخطيرة، ينبغي على جميع الأطراف اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، يجب على السلطات إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين تعسفياً وضمان سلامتهم".
وفي الوقت الراهن، يوجد نحو 6 آلاف لاجئ ومهاجر محبوسين في مراكز احتجاز ظاهريًا تديرها المليشيات تحت سيطرة مديرية ليبيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية، المرتبطة بحكومة فايز السراج.
وينفق الاتحاد الأوروبي عشرات الملايين من اليورو لتدريب خفر السواحل الليبي وتمويله وتجهيزه في محاولة للحد من الهجرة من أفريقيا.
حرب بالوكالة
كما حذر الباحث الأمريكي، جوزيف هاموند، من أن قطر تخوض حربا بالوكالة في ليبيا من خلال جماعة "الإخوان" الإرهابية وأذرعها المسلحة، لأغراض تتمثل في تحقيق نفوذ ومطامع اقتصادية في مرحلة ما بعد الحرب.
جاء ذلك في مقال رأي مشترك نشره موقع "واشنطن إكزامينر" لكل من هاموند وهو أحد كبار المساهمين في "معهد الإعلام الأمريكي"، وصهيب كبهاج مساعد باحث في صندوق النقد الدولي عمل على نطاق واسع في موطنه بليبيا.
وقال الكاتب إنه من بين العديد من الحروب التي تجتاح العالم العربي في سوريا والعراق واليمن، يعرف الغربيون قليلا عما يمكن أن يثبت أنه أخطرها: ليبيا.. الحرب المستعرة منذ عام 2011 هي في نواح كثيرة، حربا بالوكالة تقاتل فيها قطر وحلفاؤها "الإخوان".
نفوذ وفرص اقتصادية
واعتبر أن التدخل القطري الذي تصدرت أنباؤه الصفحات الأولى الأسبوع الماضي عندما قطعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، أهم عامل في استمرار الحرب الليبية الحالية، أكثر من الأيديولوجيات القومية أو المتطرفة.
وارتأى أن قطر تتحمل مسؤولية الصراع في ليبيا لأنه خلاف لحروب اليمن أو سوريا، يبدو أن الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى تغض الطرف إلى حد ما، كما أن الدوحة تبحث عن النفوذ بعد الحرب، فضلا عن الفرص الاقتصادية بالنظر إلى أن البلد موطن لبعض آخر أحواض النفط والغاز غير المستكشفة في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه بعيدا عن قطاع النفط، فإن قطر لديها صفقات مالية مع ليبيا تعود إلى عهد القذافي الذي انحدرت البلاد بعد الإطاحة به إلى حالة من الفوضى.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز