خبيران: محاولات قطر وتركيا لدعم مليشيا طرابلس ستفشل
الخبيران حذرا من محاولات تركيا وقطر تكرار السيناريو السوري في ليبيا، داعين إلى اليقظة من حركة "النهضة" الإخوانية التونسية.
أكد خبيران سعوديان أن محاولات قطر وتركيا لدعم المليشيات الإرهابية في ليبيا مصيرها الفشل، معربين عن تفاؤلهما بالالتفاف الشعب الليبي حول جيشه الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، لاجتثاث الإرهاب.
وأعربا، في تصريحات "للعين الإخبارية" عن توقعاتهما بعدم رضوخ تونس للضغوط التي تمارسها تركيا وقطر عليها، من أجل السماح لهما بتمرير السلاح عبر مجالها البري والجوي إلى الحدود الليبية.
- مصادر لـ"العين الإخبارية": ضغوط تركية قطرية على تونس لتمرير أسلحة لمليشيات طرابلس
- تونس تتخذ تدابير أمنية وعسكرية على الحدود مع ليبيا
وحذر الخبيران من محاولات تركيا وقطر تكرار السيناريو السوري في ليبيا، داعين إلى اليقظة من حركة "النهضة" الإخوانية، مؤكدين استعدادها لبيع الأراضي التونسية لصالح أجندات تركيا وقطر والإخونجية، خاصة بعد فشلهم في إقامة إمارة إرهابية في ليبيا.
ضغوط قطرية تركية
وفي وقت سابق، قالت النائبة في البرلمان التونسي لمياء بلمليح، إن لديها معلومات تؤكد هبوط طائرة شحن عسكرية قطرية في أحد مطارات تونس، تحمل أسلحة بغرض إيصالها للمليشيات المسلحة في ليبيا.
وأكدت النائبة التونسية، وجود طائرة عسكرية قطرية في مطار جربة-جرجيس، الأربعاء 17 أبريل/نيسان، قالت إنها في "استراحة فنية" بتونس وتحمل 11 عسكريا وأفرادا من الجيش القطري، وهذه الطائرة تحمل رقم "Casa CN235".
ورغم نفي إدارة الجمارك التونسية وجود أي صلة بين هذه الطائرة وأغراض عسكرية في ليبيا، إلا أن مصادر مقربة من الخارجية التونسية، أكدت "للعين الإخبارية" أن هناك ضغوطات قطرية تركية، من أجل السماح لهما بتمرير السلاح عبر مجالها البري والجوي إلى الحدود الليبية، ومنها إلى المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية الموجودة في الجهة الغربية للعاصمة طرابلس.
وبينت أن هذه الضغوط يقوم بها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، خدمة للأجندات التركية والقطرية، مؤكدا طلب هذا الأخير اللقاء بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في أكثر من مرة خلال الأيام الماضية لمناقشة الموضوع.
تونس ترفض الرضوخ
اتفق كل من د. خليل بن عبدالله الخليل الكاتب والأكاديمي السعودي، ود. محمد آل زلفة خبير سياسي وعضو مجلس الشورى السعودي الأسبق، في تصريحات "للعين الإخبارية" في توقعاتهم بشأن عدم رضوخ تونس للضغوط التركية القطرية.
وقال د. خليل الخليل إن "تونس مهددة من تلك المنظمات والمليشيات المسلحة في ليبيا بحكم طول الحدود بين الدولتين، لذلك في تقديري الشخصي لن تسمح الحكومة التونسية الحالية لانتفاع المسلحين من مطارات ومداخل تونس، ولن ترضخ حكومة تونس الحالية لقطر أو غير قطر".
وحذر الأكاديمي السعودي من خطورة عودة حركة النهضة الإخوانية التونسية للحكم في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة "ربما تتعاطف حكومة تونس مع بعض العصابات والمليشيات المسلحة لأسباب حزبية ومصالح اقتصادية، فتصبح تونس ممرا للأسلحة وغيرها ويتكرر السناريو التركي الذي طبق في سوريا بكل أسف".
واتفق معه في الرأي د. محمد آل زلفة، مؤكدا أن "تونس لن تغامر ولن تعرض وحدة أراضيها ومكوناتها الوطنية لمخاطرة ربما يجر إليها حزب النهضة خدمة لقطر وتركيا والإخوان المسلمين".
وأردف قائلا: "لا أعتقد أن حكومة تونس سوف ترضخ للضغوط القطرية التركية، كما أن المكونات الوطنية التونسية لن تسمح بمرور طائرات أو استخدام أراضي تونسية لتمرير أسلحة لإرهابيين في طرابلس".
تحذيرات من "النهضة"
حذر آل زلفة من خطورة حركة "النهضة" الإخوانية، مشيرا إلى أنها لن تمانع بيع كل الأراضي التونسية في سبيل تمرير مخططات الإخوان بالدوحة وأنقرة.
وتابع الخبير السياسي السعودي قائلا: "ليس من المستغرب أن تضبط طائرة تنقل أسلحة من الدوحة أو أنقرة إلى ليبيا، لأن قطر وتركيا راهنتا على إقامة إمارة إرهابية في طرابلس لتخدم مصالح البلدين، عبر ابتزاز الشعب الليبي".
وأردف: "حزب النهضة كان يراهن أيضا بنجاح الإمارة الإرهابية في ليبيا لتكون سندا له، حتى تصبح صندوق مال للإخوان الإرهابية، الذي يستخدم كل إمكانات وثروات طرابلس لخدمة أهداف هؤلاء الإرهابيين من الإخوان وغيرهم، وتهديد أمن المنطقة وخاصة مصر، التي كانوا يستهدفونها لأنهم يريدون أن يجعلوها بين كماشات حماس وأتباعها من الشمال الشرقي، وليبيا من الغرب، وربما كانوا يعولون أن تكون لهم قاعدة في السودان".
وتابع قائلا: "لكن يبدو أن كل آمالهم ستبوء بالفشل، لأن مصر قوية ملتفة حول قيادتها وجيشها وكل آمال الإخوان ستنتهي بالفشل بشكل مؤكد".
بدوره قال د. خليل الخليل إنه "مما يؤسف له أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصبحتا منذ ربع قرن، مسرحا للتنظيمات والمنظمات والأحزاب المتطرفة والإرهابية، وبيئة صالحة لتفريخ المتشددين وأصحاب النزعات العنيفة والإقصائية باسم الدين والدفاع عن الأمة، وبرفع راية تحرير فلسلطين ومواجهة الظالمين".
وبين أنه "منذ بدايات الربيع العربي ونحن نراقب الانتكاسات تلو الأخرى في بعض الدول، مما مزق وحدة عدد من الدول العربية أمثال: اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا".
وقال د. الخليل إن "الحالة الليبية استثنائية في التمزق وتغلغل المليشيات العقائدية والقبائلية والجهوية مدعومةً من دول تجاهر بدعمها وتفاخر به، كما هو حاصل الآن من دولة قطر، ومن تركيا يتم الدعم الأدبي من خلال الإعلام، ويتم الدعم العسكري من خلال شحنات الأسلحة التي تصل من الدولتين أو تشترى من تجار السلاح بأموال كلتا الدولتين".
وأعرب عن أمله "أن تعود ليبيا إلى الاستقرار وأن تخرج كافة المليشيات والعصابات والمنظمات المسلحة، وأن تتواءم القوى السياسية في ليبيا لحكم بلادها بدون تدخلات أجنبية طمعا في ثرواتها من غاز ونفط ومعادن".
وأردف أن "ليبيا تستحق العيش الآمن الرغيد فقد عانت لعقود من الاستعمار الإيطالي ثم من عهد القذافي وكتابه الأخضر المزعوم، وأخيرا من المليشيات والتنظيمات المتطرفة".
بدوره أعرب آل زلفة عن تفاؤله "بأن الشعب الليبي سيلتف حول جيشه الوطني وحول قيادته الوطنية لاجتثاث كل أنواع الإرهاب الموجودة في ليبيا، على مدى سنوات طويلة".
وبين أن "محاولات قطر وتركيا ستؤول إلى الفشل، لا سيما وهناك إرادة وطنية ليبية بزعامة المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي".
وأردف "وكما قال المتحدث الرسمي للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، بأن آمال وأحلام قطر وتركيا في ليبيا ماتت ولن تقوم لها قائمة".
نجاحات الجيش الليبي
يخوض الجيش الوطني الليبي اشتباكات مع المليشيات والجماعات التابعة للإخوان الإرهابية، منذ إعلانه عن عملية "طوفان الكرامة" لتحرير العاصمة من تلك التشكيلات في 4 أبريل/نيسان الجاري.
وتأتي تلك العملية إثر عمليات أخرى مشابهة أطلقها منذ عام 2014 لتطهير مدن بنغازي ثم درنة والهلال النفطي (شرق) ثم الجنوب الليبي من جميع التشكيلات المتطرفة والمسلحة خارج نطاق القانون.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية (طوفان الكرامة)، أحرز الجيش الليبي تقدما سريعا في المواجهات مع هذه المليشيات المسلحة غربي البلاد، وتمت السيطرة على 8 محاور في العاصمة بينها "صلاح الدين" و"طريق المطار" و"الكريمية".
وكان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، قد تحدث صراحة قبل أيام عن وجود طيارين أجانب قادوا طائرات تتبع مليشيات مصراتة لاستهداف قواته، مشدداً على إرهابيين ليبيين فروا من طرابلس إلى الأراضي التركية.
المسماري اتهم كذلك تركيا وتونس بعلاج إرهابيين على أراضيهما، متمسكاً بأن هدف قوات الجيش الليبي تأمين طرابلس ولا تريد توسيع العمليات العسكرية.
قطرياً، أزاح المتحدث باسم الجيش الليبي الستار عما وفرته الدوحة من أسلحة للإرهابيين، لافتاً إلى أن الهدف الرئيسي هو تحرير مؤسسات ليبيا من التسلط الإرهابي ومن الإخوان.
وترتبط المليشيات الإرهابية في ليبيا بشكل عضوي بتركيا وقطر، إذ يعود هذا الارتباط إلى سنة 2011، أي منذ الأحداث الدموية التي شهدتها البلاد، ولا تزال أنقرة والدوحة تسعيان بقوة لتحقيق حلم ترجيح كفة الأخطبوط الإرهابي الإخواني، وفقاً لتحليل كثير من المراقبين.