يوليو الأسود.. كيف أسست قطر شبكة مليشياتها في طرابلس؟
قطر أنتجت مئات المليشيات الإرهابية داخل ليبيا لدعم وتحصين تنظيم الإخوان الإرهابي.
منذ أن أطاحت الثورة الليبية بالزعيم الراحل معمر القذافي من الحكم، وتلعب قطر دورا مشبوها داخل البلد الممزق سياسيا واجتماعيا.
وأنتجت قطر مئات المليشيات الإرهابية داخل ليبيا لدعم وتحصين تنظيم الإخوان الإرهابي من أي مخاطر وأمدت شريانا جويا وبحريا من أراضيها إلى مطارات وموانئ ليبيا لدعم المليشيات بالمال والسلاح.
إلا أن الخطر الأكبر ظهر جليا عام 2014 عندما خسر تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا الانتخابات التشريعية هناك وباتت جميع سلطاته مهدده أمام تيار سياسي جديد يدعو لتوحيد الجيش وحل المليشيات.
"فجر ليبيا" المظلم
بعد خسارة الإخوان الانتخابات والذي تزامن معه ظهور المشير خليفة حفتر في بنغازي وإطلاقه عملية الكرامة لمحاربة الإرهاب في الشرق الليبي، استدعت قطر قادة وزعماء الإرهاب وعلى رأسهم الإرهابي صلاح بادي قائد الجناح العسكري للجماعة وعضو تنظيم القاعدة عبدالحكيم بلحاج.
واتفقت الدوحة آنذاك معهم على تحويل ملايين الدولارات وإقامة جسر جوي لمد التنظيم بالسلاح، مقابل حشد مجموعة كبيرة من المسلحين والمقاتلين لمحاربة الجيش الليبي وطرده من طرابلس ومنع مجلس النواب الجديد من الانعقاد.
ومولت قطر حينها وسائل إعلام ليبية لخدمة أهدافها وصخرت قناة الجزيرة للتشويه الجيش الليبي واتهامه بالعمالة لدول كانت صديقة لنظام القذافي.
وبالفعل عاد الإرهابي صلاح بادي وعبدالحكيم بلحاج وتقاسما الأدوار لتنفيذ ما طلبته قطر منهم، فمهمة بادي كانت جمع كافة الأشخاص الذين شاركوا في القتال ضد القذافي عام 2011 وإيهامهم أن مجلس النواب الجديد سيأتي بنظام القذافي مرة أخرى إلى ليبيا.
أما مهمة بلحاج فكانت المساعدة في استقطاب إرهابيين قاتلوا مع جبهة النصرة في سوريا وإقامة معسكرات لهم وسط الصحراء للاستفادة من خبراتهم القتالية في السيطرة على طرابلس.
واستطاع الإرهابيان خلال مدة قصيرة حشد جيش من الإرهابيين والمرتزقة ووضعت خطة السيطرة على طرابلس بمساعدة ضباط قطريين رصد وجودهم في مواقع اشتباكات داخل طرابلس، بحسب ما أكدته حينها وسائل إعلام ليبية ومسؤولين في الجيش الوطني.
اشتعال الحرب
وفي شهر يوليو عام 2014 استطاع صلاح بادي وعبدالحكيم بلحاج تكوين وجمع أكثر من 10 مليشيات قوامها آلاف المسلحين والمقاتلين والمرتزقة واجتاحوا طرابلس وسيطروا عليها بعد تدمير مطارها الرئيسي وخزانات النفط.
وبالفعل تراجعت قوات الجيش نظرا لنقص العتاد والسلاح مقابل دعم مفتوح من قطر وتركيا وغياب الدعم الدولي عن قوات الجيش.
إلا أن الخطر الأكبر ظهر جليا بعد ذلك عندما وجد تنظيم الإخوان نفسه أمام عشرات المليشيات التي تنتظر توزيع الغنائم عليها بعد السيطرة على الجنوب الليبي كاملة.
تقسيم الغنائم
هنا أوعزت قطر لرئيس المؤتمر الوطني الليبي نوري بو سهمين بسرعة هيكلة تلك المليشيات وإعطائها مسمى رسميا، ليصدر مرسوم اعتبرت فيه تلك المليشيات جزءا من مؤسسة الجيش التي يسيطر عليها الإخوان.
وبدأ رؤس التنظيم بعد ذلك في توزيع غنائم الجنوب من منافذ وخزانات نفط ونقط تجارية مع أوروبا.
بلحاج وصفقة شركة الأجنحة للطيران
حصد الإرهابي عبدالحكيم بلحاج من وراء هذه الحرب أكبر المكاسب تقريبا إذ حصل على دعم مباشر من قطر قيمته نصف مليار دولار استطاع من خلاله تدشين شركة الأجنحة للطيران.
وأهدت قطر حينها خمسة طائرات بيونج له كبداية لشركته استخدمت بعد ذلك في نقل مسلحين وأسلحة داخل ليبيا لإبعاد الشبهات عن الطائرات التركية.