العراق بأسبوع.. تعزيز العلاقات مع السعودية وتوافق على بقاء قوات أمريكية
العراق عزز علاقاته السياسية والاقتصادية مع السعودية، وشهد توافقا على تعاون مستمر مع القوات الأمريكية لمحاربة فلول داعش.
شهد العراق، الأسبوع الماضي، أحداثًا سياسية واقتصادية بارزة بينها تعزيز العلاقات مع السعودية وتورط مليشيات إيرانية في ملفات فساد، وتوافق على تعاون مستمر مع القوات الأمريكية لمحاربة فلول داعش.
واستطاع العراق استعادة جميع أراضيه من تنظيم داعش الذي كان سيطر عليها في 2014، عقب حملات عسكرية بدعم من التحالف الدولي.
إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يملك خلايا نائمة في أرجاء البلاد، ومن حين لآخر يشن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات.
بقاء القوات الأمريكية
والسبت الماضي، قال الرئيس العراقي برهم صالح، إنه لا يرى أي "معارضة جدية" بخصوص استمرار وجود قوات أمريكية في العراق طالما أنها ستبقى لمهمة محددة، تتمثل في المساعدة في محاربة فلول داعش والمجاميع الإرهابية الأخرى.
وأضاف صالح، في تصريحات صحفية، أنه "أجرينا حوارا بين الكتل السياسية الرئيسية حول أهمية وجود القوات الأمريكية، وهناك توافق على حاجة البلاد إلى هذا التعاون".
ويحتضن العراق أكثر من ٥ آلاف جندي أمريكي كان لهم دور بارز في الحرب ضد إرهابيي داعش خلال السنوات الماضية، فالقوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي ضد الإرهاب قدمت الإسناد الجوي والمدفعي للقوات العراقية في عمليات تحرير المدن من التنظيم.
وجاءت تصريحات الرئيس العراقي في ظل استمرار المحاولات من قبل مليشيا "الحشد الشعبي" التابعة لإيران والأحزاب العراقية الموالية لنظام طهران، لتشريع قانون ينهي الوجود الأجنبي في العراق، وفي مقدمته قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإغلاق قواعدها وهي محاولات تقف خلفها إيران لبسط سيطرتها الكاملة على العراق.
وتتزامن محاولات المليشيات الإيرانية لإخراج القوات الأمريكية من العراق مع نقص حاد في الخدمات الرئيسية في غالبية المدن العراقية إثر استمرار إيران وأتباعها في عمليات نهب العراق وتدميره.
ومازال حادث غرق العبارة في مدينة الموصل في ٢١ مارس/آذار الماضي وغرق غالبية من كان على متنها من الركاب، يلقي بظلاله على المشهد العراقي.
فقد كشف الحادث عن العديد من صفقات وملفات فساد المليشيات الإيرانية في العراق خصوصا في المناطق المحررة من داعش، الأمر الذي زاد من مطالبات العراقيين بإنهاء نفوذ إيران ومليشياتها وإنهاء هيمنتها على العراق.
وتشهد الموصل مظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب بوقف التدخلات الإيرانية التي نهبت مقدرات المدينة، ومحاسبة المسؤولين عن حادثة غرق العبارة والفاسدين.
تعزيز العلاقات مع السعودية
زار وفد سعودي كبير برئاسة ماجد بن عبدالله القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي، بغداد للمشاركة في أعمال الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي العراقي.
وفي إطار توطيد العلاقات، أعلن وزير التجارة والاستثمار السعودي أن "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وجّه ببناء مدينة رياضية في العراق كهدية للشعب العراقي، بالإضافة لتقديم منحة قيمتها مليار دولار للمساهمة في تنمية العراق لتكون السعودية شريكا أساسيا في نهضة العراق".
وأشار القصبي إلى أن العمل متواصل في منفذ عرعر الحدودي بين السعودية والعراق وسينتهي بعد ٦ أشهر من الآن، بينما يمضي العمل قدما ببناء المدينة الرياضية في بغداد بعد تخصيص الأرض لإنشائها، مضيفا أن هناك عددا من الاتفاقيات الاقتصادية باتت جاهزة للتوقيع بين البلدين.
معرض أربيل الدولي
وشهد العراق الأسبوع الماضي، افتتاح معرض أربيل الدولي الرابع عشر للكتاب في أربيل (شمال) بمشاركة ٣٠٠ دار نشر من أكثر من ٢١ دولة عربية وأجنبية.
وتعرض الدور المشاركة نحو مليون عنوان في مختلف المجالات.
وعلى هامش افتتاح المعرض، قال زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني رئيس الإقليم السابق، إن "هناك فرصة جديدة، ورغبة لحل كافة الخلافات بين أربيل وبغداد، ونرى في وجود عادل عبدالمهدي، على رأس الحكومة، فرصة ربما تكون النهائية، لذلك لا يجوز بأي حال من الأحوال التفريط بها".
وأضاف: "سنتعاون مع عبدالمهدي بشكل جاد من أجل حل كافة المشاكل، ليس في الإقليم فقط، وبين الإقليم وبغداد فحسب، بل حل كافة المشاكل التي تخص جميع المواطنين في العراق".
وأكد بارزاني على أن خطورة تنظيم داعش الإرهابي لم تنته بعد، مضيفا: "صحيح أن داعش تلقى ضربات قوية، وتعرض لهزائم كبيرة وفقد الأراضي التي احتلها في سوريا والعراق، لكنه لا يزال يشكل تهديداً جدياً وحقيقياً، والقضاء عليه يجب أن يكون بالتزامن في سوريا والعراق، فلا يمكن القضاء على داعش في بلد ما، خاصةً فيما يتعلق بالعراق وسوريا، ويكون هناك مجال للتنظيم بأن ينتعش ويظهر من جديد في بلد آخر".
اكتشاف مدينة أثرية
وتزامنا مع الأحداث السياسية والاقتصادية، أعلن المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية أن فريقا من علماء الآثار الفرنسيين عثر على بقايا مدينة قديمة مفقودة قرب محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق.
وتقع المدينة التي يعود تاريخها الى 4 آلاف عام، بالقرب من سلسلة جبال زاغروس، موقع تنقيب يعرف بـ(كونارا)، وكانت هذه المدينة تشكل البوابة الغربية لبلاد ما بين النهرين، ومركزا لشعب قديم يعرف باسم (لولوي).
ونقل المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية عن علماء الآثار قولهم: إن "زوال المدينة حدث قبل نحو ٤ آلاف عام عندما التهمتها النيران"، ومازال اسم المدينة مجهولا.
وعثر علماء الآثار خلال عمليات التنقيب على عشرات الألواح الطينية المغطاة بالكتابة المسمارية في المدينة، من بينها ألواح تتحدث عن الزراعة وعمليات تسليم الدقيق.
وكشف المركز الوطني الفرنسي للبحوث عن وجود شبكة للري في جنوب المدينة، الأمر الذي يؤكد أن سكانها كانوا يهتمون بزراعة الحبوب وخاصة الشعير إلى جانب الرعي وممارسة التجارة.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز