اقتحام مفوضية انتخابات ليبيا.. قلق أوروبي ودعوات للمعاقبة

اقتحام مقر مفوضية الانتخابات بالعاصمة الليبية أشعل الوضع وطرح سيناريوهات "مخيفة" قبل أكثر من أسبوعين على الاستحقاق الدستوري.

حادثة فجرت استنكارا محليا ودوليا، حيث أعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه أنتونيو سابادال، عن "قلقه للغاية"، مشيرًا إلى أنه يعرض حياة الكثيرين للخطر.

وقال أنتونيو سابادال، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل تويتر، إن الوضع الحالي خارج مفوضية الانتخابات يعرض حياة الكثيرين للخطر، ويمنع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا من القيام بعملها في تقديم المساعدة الإنسانية للفئات الأكثر ضعفًا.

ضمان الأمن

وطالب الدبلوماسي الأوروبي السلطات الليبية بضرورة ضمان الأمن وحماية الأشخاص والمباني.

ومساء الثلاثاء، اقتحمت عناصر من مليشيات اغنيوة والزاوية ومصراتة مقر مفوضية الانتخابات بطرابلس، رفضًا لإجراء الاستحقاق الدستوري المقرر في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ونصبت عناصر المليشيات خيامًا أمام مقر المفوضية، بدعوى الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم الممثلة في إجراء استفتاء على الدستور، في حدث يأتي قبل ساعات من إعلان مفوضية الانتخابات القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية.

معاقبة المعرقلين

من جانبه، دعا عضو ملتقى الحوار السياسي أحمد الشركسي إلى معاقبة مقتحمي المفوضية، قائلا، في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: "لو لم يواجه اقتحام المفوضية بعقوبات واضحة وصريحة تطال المقتحمين ومن حرّضهم من السياسيين، والمجتمع الدولي، فعلى المجتمع الدولي أن يغلق فمه عن المشكل الليبي، ولندع الأمر للصوص والبلطجية والمليشيات شرقاً وغرباً ولنسكت لأنّنا لا طائل لنا بهم، فهم الأقوى والأقدر على صناعة الحدث".

بدوره، دعا عضو مجلس النواب صالح افحيمة إلى "وقف العبث بالانتخابات" بما يقود إلى الاستقرار السياسي.

"النواب الليبي" يشكل لجنة لمتابعة عراقيل الانتخابات

وقال افحيمة، في تدوينة عبر حسابه بموقع فيسبوك: "أوقفوا هذا العبث، فعندما تصادر رأي الأغلبية وتعيق تحقيق رغباتهم في ممارسة حقهم الديمقراطي، فإنك تكون قد تخليت عن السلمية في تعبيرك عن رأيك ودخلت في طور محاولة إخضاع آراء الاخرين لرأيك".

الاستقرار السياسي

وتابع البرلماني الليبي أن الانتخابات ليست هدفاً في حد ذاتها وإنما وسيلة للوصول إلى الاستقرار السياسي، مشيرًا إلى أن "من يرتضي الديمقراطية سبيلاً للحكم وطريقة للوصول إليه فيجب عليه أن يقبل نتائجها".

ويأتي اقتحام مفوضية الانتخابات بعد ساعات من جلسة للبرلمان الليبي، قرر فيها تشكيل لجنة للتواصل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات للوقوف على العراقيل والصعوبات وكل الأمور المتعلقة بسير العملية الانتخابية، على أن تقدم اللجنة تقريرها إلى مجلس النواب قبل الجلسة القادمة.

وبحسب بيان البرلمان الليبي، فإن اللجنة ستتكون من عضو عن اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، وعضو عن لجنة الداخلية ولجنة العدل ولجنة الدفاع والأمن القومي، بالإضافة إلى عضو عن لجنة متابعة الأجهزة الرقابية.