تناحر المليشيات يشعل طرابلس مجددا.. والمدنيون في خطر

تجددت، اليوم الجمعة، الاشتباكات المسلحة بين المليشيات في العاصمة الليبية طرابلس عقب ليلة دامية أسفرت عن مقتل 3 مدنيين بينهم طفل.

ووفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن الاشتباكات تجددت صباح اليوم بعد توقفها قبل ساعات الفجر.

وشهدت طرابلس الليلة الماضية اشتباكات مسلحة تعتبر الأعنف في سلسلة المواجهات شهدتها على مدار الشهرين الماضيين بين الفصائل المسلحة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية.

وصباح اليوم، قال شهود عيان إن دوي الاشتباكات يسمع بوضوح في منطقة السبعة شرق طرابلس وجزيرة الفرناج، وبالقرب من جزيرة السلام بطريق المشتل بعين زارة ومشروع الموز.

وأشاروا إلى أن العائلات محاصرة في تلك المناطق.

كما لفتوا إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة أيضا في منطقة "شيل الحافي"، فيما تمركز قناصة فوق بيوت المدنيين، مؤكدين أن أهالي العاصمة يعيشون في هذه الأثناء أوقاتا عصيبة.

قتلى من المدنيين

وفي حين أدت اشتباكات الليلة الماضية إلى توقف الملاحة في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، أسفرت أيضا عن مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل وهم جميعا مدنيون بينهم طفل.

وكشف عن ذلك مسؤول أمني ليبي قال لـ"العين الإخبارية" إن "الرقم لا يعتبر حصيلة نهائية بل هي أولية فقط"، مؤكدا أن "الوضع كان متأزما، ولم تعلن المصحات الخاصة غير الحكومية حصيلة ما وصل إليها من إصابات أو قتلى، وبالتالي فإن هذه الحصيلة تخص المشافي العامة التابعة للحكومة فقط".

وأظهرت صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صباح اليوم، عددا كبيرا من سيارات المواطنين في طرابلس متروكة على الطرقات العامة بعد أن اضطر أصحابها للفرار مترجلين من نيران المليشيات وقذائفها.

غياب

ويجري كل ذلك وسط غياب تام لرئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة الذي لم يصدر بيانا حول الأحداث.

واندلعت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين مليشيات الردع والحرس الرئاسي بإمرة أيوب أبوراس، إثر اختطاف مليشيات الأخير أحد أفراد مليشيات الأولى وهو "عصام هروس" بمنطقة معسكر السعداوي وذلك ردا على إلقاء "الردع" القبض على المليشياوي أكرم دغمان المتهم بقضايا قتل وخطف وتعذيب وابتزاز.

وتركزت الاشتباكات في الطرق الرئيسية لجزيرة الفرناج وسط العاصمة طرابلس قبل أن تتوسع رقعتها لتشمل مناطق أخرى في طرابلس جميعها مأهولة بالسكان الذين تضررت منازلهم بشكل كبير.

وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة التي تسيطر على المنطقة الغربية في ظل صمت كامل من حكومة الدبيبة وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.