إخلاء مقار مليشيات ليبية.. امتصاص للغضب أم تبادل للأدوار؟
إخلاء لمقار مليشيات بالعاصمة الليبية يعقب اشتباكات دامية ويستهدف خفض منسوب الغضب فيما يعتبر خبراء أن الخطوة لن تقود إلا لتبادل للأدوار.
وتتركز الحملة التي أطلقتها مليشيا "الردع"، على إخلاء المباني والمقار التي تواجد بها المليشيات المسلحة ومعظم تلك المباني افتكتها منذ سنوات من وزارات وجهات حكومية أو من مواطنين.
وتأتي الحملة عقب اشتباكات دامية شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، الشهر الماضي، بين مليشيات متقاتلة على السلطة والنفوذ، ما خلف 32 قتيلا وعشرات الجرحى وسط توقعات ومخاوف من تجدد المعارك.
وفي بيان نشر ته، الخميس عبر صفحتها بموقع فيسبوك، قالت مليشيا "الردع" إنه جرى "تسليم مقر كان تيستعمل كسجن سري لأحد التشكيلات المسلحة بعين زارة لمالكها الشرعي".
وأضافت أنه "تم تسليم هذه الاستراحة بعد التأكد من ملكيتها وذلك عقب شكوى مقدمة بمركز شرطة عين زارة الجنوبي والذي بدوره أشرف على عملية التسليم".
ومليشيا "الردع" من أبرز وأقوى المليشيات المسلحة في طرابلس، كما أنها تتناحر على النفوذ مع مليشيا أخرى، كان آخرها اشتباكات مع مليشيا "ثوار طرابلس" بإمرة الميليشياوي أيوب بوراس.
وانتهت المواجهات في 22 يوليو/ تموز الماضي بسيطرة المليشيا الأولى على مقر مكافحة المخدرات في منطقة السبعة ومقر الأمن الخارجي والداخلي ومقر الهجرة غير الشرعية، وجميعها مواقع تتخذها "ثوار طرابلس" مقارا لها.
تبادل أدوار؟
وتعليقا على ما تم اليوم الخميس بشأن تسلم مليشيا "الردع" لموقع سجن سري لمليشيا أخرى، وصف المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني ذلك "بالمسرحية التي تأسست على عملية تبادل الأدوار ".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال الفزاني إن "عملية إخلاء مقار المليشيات هو إجراء اعتادت السلطات في طرابلس أن تتخذه فور وقوع أي اشتباكات بين المليشيات".
وأضاف في هذا الشأن: "ذلك فقط لامتصاص غضب الشارع ومحاولة التضحية ببعض المليشيات التي ستتخذ من مقار أخرى مكانا لها وتباشر على الفور إجرامها مثل العادة".
وتتصارع المليشيات المسلحة في غرب ليبيا فيما بينها بشكل متكرر عبر اشتباكات تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، كان آخرها المواجهات التي اندلعت الاثنين الماضي بين مليشيات في مدينة الزاوية غربي طرابلس تسببت في مقتل خمسة مدنيين بينهم طفلين.
وتندلع الاشتباكات في أوقات مختلفة بسبب ما تشهده ليبيا من أزمة أمنية تسببت فيها اأمة سياسية خانقة متمثلة في صراع بين حكومتين على السلطة، الأولى حكومة فتحي باشاغا المعينة من قبل مجلس النواب في مارس/ آذار الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة.