تصاعد التوتر بين اليونان وتركيا إثر مذكرتي السراج وأردوغان

الدفاع اليونانية تنشر صورة لطائرة حربية تابعة لها وهي تصوب نيرانها تجاه سفينة تركية تنقب عن الغاز في بحر إيجه.

تصاعدت حدة التوتر بين اليونان وتركيا، على خلفية توقيع أردوغان وفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، مع إصرار أنقرة على المضي في تنفيذها رغم الاعتراضات الدولية والإقليمية.

ونشر رئيس تحرير موقع "ديفنس ريفيو" العسكري اليوناني، لوانيس نيكيتاس، تغريدة في موقع التدوينات القصيرة "تويتر" مرفقة بصورة التقطها من داخل مقاتلة من طراز "ميراج 2000" تابعة لليونان.

وأظهرت الصورة وضع سفينة بحرية تركية داخل دائرة الاستهداف من قبل الطائرة العسكرية اليونانية.

وكتب نيكيتاس، وهو صحفي عسكري مسؤول عن تغطية شؤون وزارة الدفاع اليونانية، على الصورة الفرقاطة التركية في مرمى الميراج التابعة للقوات الجوية اليونانية، خلال مهمة بحرية في بحر إيجه، مضيفاً في تغريدته "هذه هي اللغة التي يفهمها الأتراك، لا تراجع فيما يتعلق بالمصلحة الوطنية".

وأثارت التغريدة الجدل بين مستخدمي تويتر من الأتراك، فيما رأي اليونانيون أنه من حق السلطات اليونانية الدفاع عن سيادة دولتهم وحماية الاقتصاد اليوناني في ظل سياسة تركيا القائمة على التدخل في شؤون الدول والاتحاد مع عصابات وجماعات إرهابية مسلحة في طرابلس.

وجاء ذلك بعد يومين من طرد السفير الليبي في اليونان، رداً على توقيع حكومة الوفاق غير الدستورية، مذكرتي تفاهم لرسم الحدود البحرية مع تركيا، وتعاون أمني بين البلدين.

ولدى أنقرة وأثينا خلافات قديمة على خلفية الملف القبرصي، وقضية اللاجئين العابرين من تركيا إلى اليونان، وملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي الذي تعارضه أثينا.

تصعيد تركي

في المقابل واصل الرئيس التركي أردوغان استفزازاته لدول المنطقة والعالم، عقب إدانة دولية للاتفاق الموقع مع حكومة السراج وأنشطة تركيا، للتنقيب عن النفط شرق المتوسط، زاعماً في تصريحات صحفية، أن بلاده استخدمت حقها النابع من القانون الدولي، فيما يتعلق بمذكرة التفاهم الموقعة مع ليبيا.

وأعلن أردوغان أن بلاده ستمتلك سفينة تنقيب أخرى وستواصل أنشطتها في البحر الأسود والمياه الدولية، علاوة على مياه البحر المتوسط.

وضمن تصريحاته الاستفزازية ومحاولة التدخل في شؤون الدول الأخرى، هدد أردوغان بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، في حال دعته الحكومة الليبية، في إشارة لحكومة السراج.

وتأتي مذكرتا التفاهم بين أردوغان والسراج، على الرغم من دعوة أطلقتها الجامعة العربية للدول الأعضاء بوقف التعاون مع تركيا وخفض تمثيلها الدبلوماسي لدى أنقرة، ولقي ذلك الاتفاق رفضاً كبيراً من الدول المتشاطئة مع ليبيا مثل اليونان وقبرص ومصر.

إيطاليا تهاجم الاتفاقية البحرية

ومن جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، الإثنين، إن مذكرة التفاهم بين تركيا والسراج، تمثل خطراً على استقرار المنطقة.

ودعا دي مايو، خلال تصريحات للصحفيين من بروكسل، حيث يشارك في اجتماعات رؤساء الدبلوماسية الأوروبيين، الجهات الأجنبية الداعمة للصراع المسلح في ليبيا، بالتوقف عن أي نوع من التدخل هناك.

ورداً على سؤال حول التداعيات السلبية المحتملة للمذكرة، قال إن ما حدث بينهما غير شرعي بالنسبة لنا، وأن يتفقا على مذكرة تعاون بحري دون التشاور مع اليونان، فذلك غير مقبول تماماً، ويعد خطراً على الاستقرار، خاصة قبيل انعقاد مؤتمر برلين.

الاتحاد الأوروبي يبحث التوترات

ويجري وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين، محادثات حول مذكرتي التفاهم بين حكومة الوفاق غير الدستورية وتركيا، اللتين تسببتا في نشوب توترات بين أنقرة والعواصم الأوروبية، وتهددان بنشوب صراع وتوتر على الموارد في أجواء البحر المتوسط.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، الإثنين، إن مذكرتي التفاهم التي تم توقيعهما بين فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لترسيم الحدود البحرية، تعقّد عملية السلام في ليبيا.

وبموجب المذكرتين، فسيتم ترسيم حدود بحرية جديدة بين ليبيا وتركيا، وفقاً لنسخ من خريطة تم تسريبها الأسبوع الماضي، وأكدها لاحقاً مسؤول بوزارة الخارجية التركية.

وذكرت فاينانشال تايمز أن الحدود البحرية الجديدة تضم منطقة تطالب بها اليونان وقبرص، وتمر بالقرب من جزيرة كريت اليونانية، ويتوقع أن تشكل تهديداً لخطط إنشاء خط أنابيب، لنقل الغاز من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا.

ونقلت فاينانشال تايمز على لسان مسؤولين ليبيين قولهم إن المذكرتين تهددان أيضاً بتعقيد عملية السلام في البلاد، فيما رأى محللون أنها خطوة تصعيد جديدة في العلاقات التركية اليونانية المتوترة بالفعل.

وأكد حقوقيون ليبيون لـ"العين الإخبارية"، الأحد، أن مذكرتي التفاهم تعدان، وفقاً للقانون الدولي والليبي، باطلتين؛ حيث تتعارضان في نصوصهما مع مواثيق الأمم المتحدة.