مصر: اتفاق تركيا والسراج يعقد الأوضاع في ليبيا
وزير الخارجية المصري يقول: "إن السرعة الخرافية التي وقع بها الاتفاق يطرح العديد من التساؤلات حول الغرض الحقيقي من ورائه"
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري: "إن الوضع في ليبيا حاليا لا يتحمل أي تعقيدات إضافية"، مشيرا لمذكرتي الاتفاق اللتين أبرمتهما حكومة السراج مع تركيا.
- مصر وفرنسا: لا شرعية لمذكرتي التفاهم بين تركيا والسراج
- شكري لـ"سلامة": اتفاق السراج وأردوغان يعطل الحل السياسي في ليبيا
وأضاف شكري، خلال كلمته أمام منتدى حوار المتوسط بالعاصمة الإيطالية روما، الجمعة، أن حكومة السراج إذا كانت تحظى بدعم من الأسرة الدولية فعليها العمل وفق الاتفاق السياسي.
وتابع وزير الخارجية المصري أن السرعة الخرافية والقياسية التي وقع بها الاتفاق يطرح العديد من التساؤلات حول الغرض الحقيقي من وراء هذا الاتفاق، خاصة أنه يعقد الأوضاع في ليبيا.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، الجمعة، إن بلاده قررت طرد السفير الليبي وأمهلته 72 ساعة للمغادرة على خلفية توقيع مذكرتي تفاهم بين السراج وتركيا.
ووقّع فايز السراج مع رجب طيب أردوغان، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرتي تفاهم في التعاون الأمني والمجال البحري عقب محادثات في مدينة إسطنبول التركية وصدقت عليها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي الخميس.
وأثارت المذكرتان اعتراضات واسعة على المستويين الداخلي والإقليمي، حيث أدانت مصر وقبرص واليونان الأمر، واعتبرتها "معدومة الأثر القانوني" ومخالفة لاتفاق الصخيرات، كما اعتبرتها تشويها للجغرافيا وانتهاكا للقانون الدولي وتخلقان التوتر في المنطقة.
وعلى الساحة الليبية وصف البرلمان الليبي المذكرتين بـ"خيانة عظمى"، وتمس الأمن القومي والسيادة الليبية، ودعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سحب اعترافهما بحكومة السراج.
وقالت الحكومة الليبية المؤقتة: "إن المذكرتين تمثلان غطاءً من "الوفاق المزعوم" وشخوصه لتحقيق مآرب أردوغان الاستعمارية لإيجاد موطئ قدم في ليبيا"، وأعلنت رفضها القاطع للاتفاق.
ويأتي توقيع السراج للاتفاق الأمني والبحري مع تركيا في الوقت الذي تستضيف ألمانيا اجتماعات الدول المعنية بالشأن الليبي، تمهيدا لعقد مؤتمر في برلين مطلع العام المقبل لحل الأزمة الليبية وتسوية شاملة بحل المليشيات ونزع سلاحها وإعادة توزيع الثروات الليبية.
وقالت صحيفة "تاغس شبيجل" الألمانية، الجمعة، إن مذكرتي التفاهم تنذران بتوتر كبير مع الاتحاد الأوروبي، وتعرقلان جهود برلين للتوصل لحل سلمي.