زيارة باشاغا لتركيا.. مساعٍ لـ"دخول سلمي" إلى طرابلس
زيارة غير معلنة لرئيس الحكومة الليبية، فتحي باشاغا، لتركيا عدها محللون ضمن مساعي حل أزمة تمترس واغتصاب نظيره السابق السلطة بطرابلس.
وأجرى باشاغا زيارة إلى إسطنبول، مساء الأربعاء، برفقة وزير الخارجية حافظ قدورة، وكان في استقبالهما رئيس المخابرات التركية.
وتأتي الزيارة وسط أزمة سياسية "خانقة" تمر بها ليبيا، تحاول الدول المعنية بالملف التخفيف من الأمر عبر مبادرات لحلحلة مواقف القوى الداخلية "الصلبة"، وتحولات كبيرة في بوصلة العديد من القوى الليبية نحو الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب.
تأييد الصوان لحكومة باشاغا.. مناورة إخوانية أم تخل عن الدبيبة؟
وأكد خبراء ليبيون أن هدف الزيارة حلحلة أزمة تمسك الدبيبة بالسلطة وإقناعه بالتسليم السلمي للسلطة.
وأضاف الخبراء لــ"العين الإخبارية"، في تصريحات منفصلة، أن الزيارة ستشهد ضغطا تركيا على المليشيات وقيادات تنظيم الإخوان لمساندة باشاغا، في محاولة لإعادة الاستقرار للبلد الأفريقي وتجنب عودة الحرب إلى طرابلس وسط تقارب مع الشرق والبرلمان الليبي.
الضغط على المليشيات
وبحسب الخبير السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، فإن باشاغا يحاول فتح حوار مع كافة اللاعبين الأساسيين المتواجدين في البلاد.
وأضاف الأوجلي لــ"العين الإخبارية" أن رئيس الحكومة الليبية يستغل علاقته الجيدة بتركيا للضغط على قادة المليشيات التي اجتمعت في أنقرة الشهر الماضي للدخول إلى العاصمة دون إراقة نقطة دم واحدة من الليبيين.
وأوضح أن نتائج هذه الزيارة مع محادثات السفير والمبعوث الأمريكي إلى ليبيا ولقائه رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، وما يعرف بـ"المجلس الأعلى"، خالد المشري، وأيضا محادثات القاهرة لوضع القاعدة الدستورية جميعها ستفتح الطريق للدخول إلى العاصمة طرابلس.
وتوقع أن "دخول الحكومة إلى العاصمة طرابلس سوف يستغرق من 15 يوما إلى شهر تقريبا".
مخاوف تركية
فيما رأى الخبير السياسي الليبي، الدكتور كامل المرعاش، أن الموقف التركي مرتبك في الاختيار بين فتحي باشاغا وغريمه عبدالحميد الدبيبة، ولم يحسم الاختيار لأحدهما.
وأضاف المرعاش، في تصريحات لــ"العين الإخبارية"، أن الأتراك يخشون من فتحي باشاغا واستمراره للحفاظ على تواجدهم وتأثيرهم المباشر على الأحداث في ليبيا، مشيرا إلى أنه يعتبرونه "واجهة عارضة ومؤقتة فرضتها ظروف معينة لتيار وطني ليبي واسع قوي لن يقبل باستمرار النفوذ الأجنبي وعلى رأسه التركي".
وأكد على أن "زيارة باشاغا إلى إسطنبول لن تغير شيئًا من موقف تركيا".
ومر نحو 3 أشهر على منح الثقة لفتحي باشاغا لقيادة الحكومة الليبية الجديدة، وما زال سلفه عبدالحميد الدبيبة يرفض تسليم السلطة، مدعيا أنه سيتنازل عنها لجهة منتخبة، إلا أن ادعاءاته تثبت كل يوم وهنها، خاصة أنها تتزامن مع خطوات على الأرض، تمهد لاستمراره لأطول فترة ممكنة، لا سيما أنه كان أحد الأسباب التي أدت لـ"عرقلة" انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز