بوابة "العين" تكشف خريطة تجارة الأسلحة في ليبيا
تنظيم الإخوان يسيطر على تجارة السلاح في ليبيا بسبب سيطرته على منافذ جوية وبحرية تسهل له ذلك
يرى مراقبون أن ليبيا أصبحت نقطة كبيرة لتخزين السلاح وتوزيعه داخل مناطق الشرق الأوسط، نتيجة حالة الفوضى التي تعيشها البلاد منذ 2011.
وجاء إعلان الجيش المصري، الأسبوع الماضي، تدمير أكثر من 17 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمتفجرات، تسللت من ليبيا إلى الصحراء الغربية المصرية ليؤكد هذا الأمر.
الموقع الإلكتروني لمنظمة "Small Arms Survey" (وهو موقع مهتم بمتابعة نشاط التسليح على مستوى العالم)، قال إن ليبيا أصبحت منذ عام 2011 "نقطة ساخنة" لبيع الأسلحة غير المشروعة.
وأكد التقرير أن أسلحة مصنعة داخل 26 دولة أوربية وآسيوية، عثر عليها داخل ليبيا، وأن مالكيها أحيانا يكونون من غير المؤهلين للتعامل مع الأسلحة من الأساس.
من جانبه، قال مدير المكتب الإعلامي للشرطة العسكرية في بنغازي، معتصم الحواز، إن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي منذ سيطرته على المنطقة الشرقية ووضع قواعد صارمة للحد من هذه الظاهرة.
وأضاف الحواز، في تصريحات خاصة لبوابة "العين"، أنه بالفعل كانت هذه الظاهرة متفشية بشكل كبير في ليبيا، خاصة بعد انهيار الجيش عقب سقوط القذافي، الأمر الذي سهل على بعض المليشيات السيطرة على مخازن الأسلحة الخاصة بالنظام السابق؛ بسبب عدم تدمير الناتو لها أثناء الحرب في 2011.
وتابع قائلا: إن "مليشيات الإخوان هي التي سيطرت على معظم المخازن ونقلتها لأماكن وجودها خاصة في مدينة "مصراتة" فضلا عن أنها تسيطر على بعض المنافذ الجوية والبحرية التي تتيح لها استقبال المزيد من الأسلحة والصواريخ التي تستخدمها الآن في إشعال فتيل الحرب الأهلية داخل ليبيا".
وأكد الحواز، أن مدينة مصراتة أصبحت مركزا لتوزيع السلاح على مليشياتها وعلى القبائل الموالية لها.
وتابع الحواز، أنه فور سيطرة الجيش الليبي على بنغازي والمنطقة الشرقية، وكثفت وحدات الجيش من حملاتها للسيطرة على منافذ دخول السلاح للمدينة وتأمين جميع الطرق والموانئ المتصلة بمصراتة، لوقف مد الإرهابيين بالسلاح.
وأشار الحواز، إلى أن المنطقة الشرقية قد تكون في مأمن الآن من هذه التجارة السيئة، باستثناء احتفاظ الأهالي بأسلحتهم التي وزعت عليهم أثناء الحرب في 2011، والتي أكد الحواز أنه لا خوف منها على الأمن في المدينة بسبب تجفيف منابع الحصول على الذخيرة.
أما المدن الغربية في ليبيا، تعتبر أكثر المدن التي تنتشر فيها هذه التجارة سواء بشكل منتظم أو بشكل عشوائي.
ويقول أحد سكان العاصمة الليبية طرابلس، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب الأوضاع الأمنية، إن "هناك سوقا في وسط العاصمة مخصصة لهذه التجارة، وأن الأسلحة تباع في الشوارع تحت نظر قوات الحرس الرئاسي والمليشيات الإخوانية التي تسيطر على المدينة".
وأكد أن كل أنواع الأسلحة متوفرة في هذه السوق من الأسلحة البيضاء والمسدسات إلى البنادق الآية الأمريكية والروسية".
وأضاف المصدر ذاته "لا قيود على بيع تلك الأسلحة، والأمر لا يتطلب أية أوراق ثبوتية للحصول عليها، كما أن أسعارها ليست عالية، ما سهل انتشار بيعها".
وعن خطورة الأمر، قال إن "المشاجرات داخل طرابلس حتى لو كانت بسيطة، تنتهي باستخدام الأسلحة النارية سواء كان إطلاق نار في الهواء، أو ضرب مباشر، وغالبا ما تنتهي هذه المشاجرات بقتلى ومصابين".
وتابع المصدر أن هناك أحد الموانئ في طرابلس تسيطر عليها مليشيا الجماعة الليبية المقاتلة (أحد فروع القاعدة في ليبيا) وتسهل دخول شحنات سلاح إلى طرابلس والمنطقة الغربية بالكامل، حيث تعتبر مصدر دخل كبير لها.
وأكد المصدر أن هذه الأسلحة أحيانا تورد إلى مخازن سلاح تنظيم الإخوان الإرهابي، أو أنه يتم التصرف فيها لصالح جماعات إرهابية تقاتل في سوريا والعراق ومصر.
وأشار المصدر أيضا إلى أن مطاري مصراتة ومعتيقة اللذين يسيطر عليهما تنظيم الإخوان الإرهابي، يعتبران قبلة لاستقبال شحنات الأسلحة من قطر ودول أخرى، وهما من أهم النقاط الموجودة في ليبيا لاستقبال هذه الأسلحة.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIxNiA= جزيرة ام اند امز