خبراء: تصعيد السراج لقيادات إرهابية إعداد لمعركة ضد الجيش الليبي
يرى خبراء ومحللون سياسيون ليبيون، أن حكومة السراج تحشد أسلحتها وتعيد ترتيب وتمكين عناصرها، استعدادًا لمعركة قادمة مع الجيش الليبي.
واتفق الخبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن حكومة السراج أعلنت رفضها لما يجري من حوارات لحل الأزمة الليبية، كونها لن ترضى بغير التمكين الكامل، مشيرين إلى أنها أعادت عناصر مطلوبة دوليا إلى الواجهة لإسكات معارضيها.
وأصدر صلاح الدين النمروش، وزير دفاع السراج، قرارا بتعيين الإرهابي الموالي لتنظيم داعش محمد إبراهيم بلعم بإدارة ومتابعة ملف تبادل المعتقلين والجثامين.
كما تصدر المهرب المعاقب من مجلس الأمن والمطلوب للنائب العام في قضايا تهريب زيوت ومحروقات محمد كشلاف، الملقب بـ"القصب"، اجتماعات النمروش مع مدراء الإدارات بديوان الوزارة.
معركة قادمة
مختار الجدال المحلل السياسي الليبي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن حكومة السراج تستعد لمعركة قادمة مع الجيش الوطني الليبي وتحشد لها كل أسلحتها، مشيرًا إلى أنها صعدت القيادات الموثوق بها من أجل تلك اللحظة.
وأوضح الجدال أن وزارة دفاع السراج تتظاهر بأنها تحاور ضمن اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 +5) وتظهر أنها موافقة على ما يجري من حوارات، إلا أنها في الحقيقة أرادت الحوار ليس لغرض السلام بل من أجل الاستعداد للمعركة القادمة.
وأشار إلى سبب آخر لعودة تلك الوجوه، وهو عدم قبول حكومة السراج والمؤيدين لها بما يجري من حوارات ونتائجها المتوقعة، لذا أرادت بإعادة هؤلاء إلى المشهد مرة أخرى، للتأكيد على أنها لن ترضى بغير التمكين الكامل والسيطرة التامة على البلاد.
تكليف إرهابيين
لم يستبعد المحلل السياسي الليبي تكليف إرهابيين بمناصب في وزارة دفاع السراج، كونها تابعة للجناح العسكري لمفتي الإرهاب، الصادق الغرياني، إلا أنه يرى أن الملفت للنظر غض السراج النظر عن قرارات وزارة الدفاع نتيجة العجز الذي يعانيه وعدم مقدرته رفض مطالب المفتي.
وأكد أن ضعف أداء الحكومة منح الميليشيات المسلحة فرصًا للاستقواء على الحكومة بحجج مختلفة وبرعاية المفتي، مشيرًا إلى أن حكومة السراج تنفذ فقط توصيات الغرياني.
عثمان بركة، المحلل السياسي الليبي، يرى في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تلك العناصر الإرهابية لم تغب عن المشهد في العاصمة طرابلس، مؤكدًا وجود عملية تبادل أدوار، مرة أمام الأضواء ومرات خلف الكواليس.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن تصعيد تلك العناصر من جديد يأتي لخدمة أهداف بعينها للدول الداعمة لحكومة السراج على رأسها تركيا وقطر، مشيرًا إلى أن لهم أدوارًا محددة عادوا من أجلها وسيختفون مرة ثانية بعد أدائها.
عناصر الأزمة
أشار "بركة" إلى أن المليشيات المسلحة في طرابلس هم عناصر الأزمة، وسط صمت تام من المجتمع الدولي ومجلس الأمن، الذي يجب عليه أن يغير من طريقته في إدارة الأزمة في ليبيا، مؤكدا أن تلك الطريقة لا يمكن أن تبني دولة مدنية، أو تؤدي لاستقرار الأوضاع في البلاد.
عادل ياسين، رئيس مجلس العلاقات الدولية، اعتبر في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تصعيد تلك العناصر الإرهابية المطلوبة لمواقع حساسة بحكومة السراج مرة أخرى، جاء في إطار خطة إخوانية لبسط سيطرة أكبر على مفاصل الدولة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مؤكدًا أن تلك المليشيات هي صاحبة القرار في العاصمة الليبية طرابلس.
رسالة للمجتمع الدولي
وعبر ياسين عن عدم استغرابه من إعادة تلك "الإرهابيين" إلى المشهد مرة أخرى، واجتماعهم ليل نهار مع المسؤولين عن الحكومة في طرابلس، كونهم هم المتحكمون الفعليون وولاؤهم لقطر وتركيا وليس حكومة السراج.
وأكد رئيس مجلس العلاقات الدولية أن حكومة السراج ترسل بهذه التكليفات رسالة للمجتمع الدولي، مفادها أن هؤلاء هم ذراعها اليمنى، ويجب أن يكون لهم دور في أي حوار سياسي أو تفاوضي، ضاربة بعرض الحائط أي جهود لصنع السلام في ليبيا، وللرفض الشعبي لهم.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز