الجيش الليبي لـ"العين الإخبارية": لا تفاوض مع المليشيات
العميد خالد المحجوب، مدير غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي، أكد استمرار العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس.
أعلن العميد خالد المحجوب، مدير غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي، أن مشكلة ليبيا هي مشكلة أمنية بالأساس سببها المليشيات وجماعة الإخوان التي تدعمها.
وشدد المحجوب، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، اليوم الأحد، على أنه لا تفاوض مع المليشيات، وأن عملية طرابلس مستمرة حتى النهاية.
وقال المحجوب: "مشكلة ليبيا بالأساس هي مشكلة أمنية وليست سياسية، المليشيات تمنع الوصول لأي اتفاق".
وأشار المحجوب إلى أن 6 لقاءات بين القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج "فشلت بسبب المليشيات وجماعة الإخوان التي تسيطر على السراج وتفرض سلطتها عليه".
ولفت إلى أن السراج خاضع لسطوة تلك المليشيات، مضيفا أن كل دول العالم تعلم أن حكومة الوفاق التي يترأسها السراج تخضع للعصابات والمليشيات، ولا وجود لأي جيش حقيقي، ولا حكومة قادرة على الوفاء بأي تعهد سواء كان أمنيا أو سياسيا أو خدميا".
وشدد المحجوب على ضرورة القضاء على المليشيات، معتبرا "المليشيات هي الجسم الذي يمنع أي حل في ليبيا".
وأكد استمرار العمليات العسكرية، مضيفا أن "التعليمات الواردة من القائد العام تشدد على إنهاء عملية طرابلس، خاصة وأن المشير خليفة حفتر كان واضحا خلال تصريحاته الأخيرة بعدم التفاوض مع المليشيات وإنهاء العمليات".
وحول "المبادرة" التي أعلن عنها السراج اليوم، أفاد العميد المحجوب بأن "مبادرة السراج المزعومة يقف وراءها تنظيم الإخوان للبحث عن أي حلول للبقاء في ليبيا وبأي شكل".
وطرح السراج، الأحد، "مبادرة" تقوم على عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، يتم خلاله الاتفاق على خارطة طريق للمرحلة المقبلة والقاعدة الدستورية المناسبة، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية 2019.
ويرى مراقبون أن ما أُطلق عليه "مبادرة السراج" غير واقعية وتهدف فقط لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي خاصة بعد انضمام إرهابيين وشخصيات مطلوبة دوليا ضمن المليشيات التي تقاتل إلى جانب قواته.
وتساءل المراقبون حول إمكانية الذهاب لملتقى ليبي في ظل العمليات العسكرية التي تشهدها مدينة طرابلس.
تحرير طرابلس شرط الحل السياسي
من جهة أخرى، أكد البرلماني الليبي زايد هدية أن قوات الجيش تحركت إلى طرابلس وفق مطالب شعبية ووفق القوانين التي تكافح الإرهاب.
وشدد هدية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، على عدم وقف القتال مع المليشيات، متسائلا: "وقف القتال والتفاوض مع من؟ لا يمكن إيقاف القتال مع مجموعات إرهابية متحالفة مع مجموعات إجرامية وقيادات مصنفة على قوائم لدى المجتمع الدولي وداخل ليبيا وتسيطر على مقدرات الدولة.
وقال هدية: "لن يكون هناك حل سياسي إلا بعد تحرير طرابلس من قبضة هذه المليشيات الإجرامية المتحالفة مع الإرهابين"، مضيفا: "بعد تحرير العاصمة سيكون هناك مصالحة وطنية شاملة وسيكون هناك حكومة وحدة وطنية تمثل كل الليبيين وتخدم هذا الشعب الذي عانى الكثير والكثير".
وحول إمكانية الحوار مع تلك المليشيات، أوضح هدية أن البرلمان الليبي خاض الحوار من عام 2014 حتى الآن مع المؤتمر الوطني العام (كان يهيمن عليه الإخوان)، لكن وصل إلى طريق مسدود مع هذه الجماعات التي لا تريد سوى مصالحها.
وأضاف: "تحرك الجيش جاء وفق خطة مدروسة ومحسوبة مسبقا لمحاولة تحسين الوضع في العاصمة الخاضعة لسطوة المليشيات والإخوان".
وشدد البرلماني الليبي على أن الأهالي يعانون في طرابلس من نقص السيولة، خاصة في ظل اعتماد محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير على المليشيات وإغراقهم بالمال بغرض الحفاظ على منصبه.
ردود أفعال
وفي أول رد فعل أممي على "مبادرة السراج"، أعلنت البعثة الأممية ترحيبها بالمبادرة، قائلة: "بعثة الأمم المتحدة ترحب بمبادرة السراج وأي مبادرة أخرى تقترحها أي من القوى الفاعلة لإنهاء حالة النزاعات الطويلة في ليبيا".
كما أصدرت ما يعرف بـ"الهيئة البرقاوية" بيانا أعربت فيه عن ترحيبها بالمبادرة أيضا، ورغبتها في "لم شمل الليبيين".
وأثار بيان الهيئة حفيظة بعض المراقبين، الذين أوضحوا أن تشكيل الهيئة جاء من قبل السراج، ومن ثم فليس غريبا أن تدعم قراراته.
وتهدف الهيئة، بحسب مراقبين، لمحاولة خلق أجسام سياسية موازية في الشرق الليبي، بعقد السراج اجتماعات مع بعض أبناء الإقليم (برقة) الهاربين لتونس من المحسوبين على تيار الإسلام السياسي لإنشاء الهيئة المشبوهة.