هل دقت ساعة تحرير سرت؟.. مؤشرات وتوقعات
قادة عسكريون أكدوا أن دخول الجيش لسرت وتحريرها "أمر أكيد في ضوء خطط القوات المسلحة الليبية".
عادت سرت الليبية إلى الواجهة من جديد، في ظل توقعات بفتح الجيش الوطني المتمركز شرق المدينة محور قتال جديد فيها، أو تحريرها بالكامل، تزامناً مع العمليات العسكرية الدائرة بالعاصمة طرابلس.
وتحظى سرت بموقع استراتيجي، وهي التي أعلن الجيش الوطني، في 4 أبريل/ نيسان الماضي، دخول قواته إلى منطقة "الحنيوة"، شرق المدينة.
وتقع سرت في منتصف الطريق الساحلي بين بنغازي (شرق) وطرابلس (غرب)، وتعد بوابة الجنوب الليبي، لكونها امتدادا من ناحية الشمال لمدينتي الجفرة وسبها اللتين تشهدان هجمات على قوات الجيش من قِبل المليشيات من ناحية، و"داعش" من ناحية أخرى.
وفي 5 يونيو/ حزيران الجاري، اتجهت القوات الخاصة الليبية إلى منطقة الهلال النفطي، بناءً على تكليف من القيادة العامة للجيش.
وفي تصريحات أدلى بها في حينه، قال قائد القوات الخاصة اللواء ونيس بوخمادة، إن "القوات الموجودة بالموانئ النفطية ومنطقة الهلال النفطي، أسندت لها مهام التصدي لأي هجوم محتمل على الحقول النفطية من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة والمجموعات الخارجة عن القانون".
كما أسندت إليها مهمة "تسيير دوريات صحراوية بشكل مستمر، على أن يكون تمركز القوات ببلدة راس لانوف"، بحسب المصدر نفسه.
وخلال هذه الفترة، تتواتر الأنباء عن توجه الجيش الليبي إلى المدينة الساحلية لدخولها بالكامل، أو لفتح محور للقتال بها، ومن ثم محاصرة مليشيات مصراتة وطرابلس من الجنوب والشمال.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أكد عدد من القادة العسكريين أن تحرير مدينة سرت ودخول الجيش الليبي إليها "أمر مؤكد في ضوء خطط القوات المسلحة"، سواء كان ذلك اليوم أو غداً أو بعد سنوات.
وعن إمكانية وقرب فتح محور جديد نحو سرت، قال اللواء فوزي المنصوري، قائد غرفة عمليات أجدابيا التابعة للجيش الليبي، إن "هذه الأمور تحتاج نوعا من السرية ولا يمكن الإفصاح عنها.. لا أستطيع أن أؤكد ذلك أو أنفيه، لكن الأمور ستتضح في القريب العاجل".
واستدرك المنصوري، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "جميع الطرق المؤدية لنصر الجيش الليبي سيتم توخيها، سواء بدخول سرت أو كوبري سدادة أو مصراتة نفسها".
ولفت إلى أنه سيتم التعامل مع المليشيات الموجودة في سرت لإضعاف عناصرها الموجودة في طرابلس، مضيفا: "سنعمل على تحرير التراب الليبي بالكامل.. أي مكان به مليشيات ولا يخضع لسلطة القوات المسلحة ستدخله قواتنا.. تحرير سرت ليس واردا بل هو أكيد".
ومنذ الرابع من أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية تحت اسم "طوفان الكرامة"، لتطهير طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية، وتمكن من فتح نحو 8 محاور للقتال جنوب وجنوبي غرب العاصمة.
من جانبه، شدد محمد البوعيشي، قائد قوة عمليات الردع الوسطى التابعة للجيش الليبي، على أن "تحرير سرت ضمن خطة القوات المسلحة الليبية".
ووفق البوعيشي، فإن المؤشرات تشير إلى أن قوات الجيش الليبي ستدخل سرت، مؤكدا أن "القوات الموجودة في المدينة حاليا ضعف الموجودة في طرابلس".
كما شدد على أن للجيش حاضنة شعبية في المدينة الساحلية، ستعمل على عرقلة دخول المليشيات إليها، موضحاً أن قوات الجيش موجودة في الهلال النفطي قبل عملية تطهير طرابلس، ثم تم الدفع بقوات أخرى.
ولفت إلى أنه لم يتم سحب أي جندي من الجنود المشاركين في طرابلس للذهاب إلى سرت.
محور تقدم ثلاثي
مصدر عسكري ليبي أكد بدوره أن المؤشرات على الأرض تفيد بصدور أوامر بالتقدم إلى سرت ومصراتة، بالتزامن مع التقدم في طرابلس.
وقال المصدر العسكري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "لاحظنا انسحابا تدريجيا لمليشيات مصراتة من طرابلس إلى سرت بعد ذهاب القوات الخاصة للهلال النفطي".
و"بالإضافة للقوات الخاصة، تم إرسال كتيبة 210، وكتيبة سبل السلام، ومنطقة طبرق العسكرية مع القوات الخاصة أو قبلهم بقليل".
ونفى المصدر أيضا انسحاب أي كتائب من قوات الجيش المشاركة في طرابلس.
مؤشرات وتوقعات بدخول قواته مدينة سرت، لمح لها الجيش الليبي، في بيان صدر الجمعة، قال فيه إن "مليشيات مصراتة في نقاشات حادّة بين العودة لمصراتة أو البقاء في المحاور، وذلك خوفا من غلق الجيش للطريق الساحلي والهجوم على سرت من الشرق والوصول إلى مقرهم ومعقلهم".
aXA6IDUyLjE0LjI3LjEyMiA= جزيرة ام اند امز