سياسة
تحركات مصرية لتوحيد الصفّ الليبي.. هل اقترب باشاغا من طرابلس؟
تحركات مصرية لإنهاء حالة الصمت الدولي عبر توحيد الصفوف في ليبيا، سعيا نحو حل أزمة الحكومتين وتجنيب الجارة العودة إلى مربع الاقتتال.
فبعد يوم من زيارة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، القاهرة للتنسيق والتشاور، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، بقصر الاتحادية، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير عبد المطلب إدريس، مندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية.
دعم مصري
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية، أكد السيسي دعم مصر لكل ما من شأنه تحقيق المصلحة العليا لليبيا الشقيقة، والحفاظ على وحدة أراضيها وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي.
وأوضح السيسي أن ما تقدم يأتي في إطار المبدأ المصري الثابت الداعم لاضطلاع مؤسسات الدولة الليبية بمسؤولياتها ودورها وصولاً إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وإنهاء المرحلة الانتقالية، وبما يتيح للشعب الليبي الشقيق المجال لتقرير مصيره واختيار قياداته وممثليه.
من جانبه، أشاد المنفي بعمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مشيراً إلى جهود الدبلوماسية المصرية في دعم الاستقرار والسلام في ليبيا.
وأوضح المنفي أنه استعرض مع الرئيس المصري جهود استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا
زيارة تأتي في توقيت "هام"، وتعقب أخرى أجراها المشير خليفة حفتر وعقيلة صالح إلى العاصمة المصرية القاهرة، للتنسيق والتشاور، وفق ما أعلنت مصادر لـ"العين الإخبارية"، وذلك في إطار تحركات تقودها القاهرة لحلحلة أزمة "تعنت" رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة في تسليم السلطة، بشكل يجنب طرابلس اندلاع حرب جديدة.
الدفع نحو السلمية
وأوضحت المصادر أن القاهرة التي تعد لاعبًا أساسيًا في المصالحة بين الأطراف الليبية، تحاول من خلال ثقلها الدبلوماسي والإقليمي، تقريب وجهات النظر، ومنع تصاعد الأزمة الحالية.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، إن الزيارة لنزع فتيل الأزمة وسط حالة التحشيد التي تقوم بها بعض المليشيات العسكرية غرب البلاد، لتجنب تجدد الاقتتال.
وأضاف الأوجلي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "المنفي محسوب على المنطقة الشرقية، ويجب الالتزام بشرعية ما يقوم به مجلس النواب والحكومة الجديدة".
وتابع أن الزيارات تأتي وسط تصريحات دولية تعتمد على الجامعة العربي لحل الأزمة الليبية، لافتا إلى أن أحد أعمدة الجامعة الرئيسية هي القاهرة.
وبالنسبة للخبير، فإن مصر تدفع، بقدوم القيادات الليبية إضافة إلى اللقاءات المصرية العربية والدولية- برئيس الحكومة فتحي باشاغا إلى العاصمة طرابلس بسلمية.
نقاط محورية
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، إن الزيارات تندرج في إطار استيضاح الموقف المصري من مسألتين؛ الأولى الموقف الحقيقي للقيادة المصرية من حكومة الدبيبة، ودعوة القاهرة لممارسة نفوذها في إقناع الدبيبة بتسليم السلطات للحكومة الشرعية الجديدة.
وأضاف المرعاش لـ"العين الإخبارية"، أن المسألة الثانية تكمن في "دعوة مصر لوضع حد لعبث المستشارة الأمريكية ستيفاني وليامز بشق صف الأطراف الليبية بعد أن حصل توافق مهم حول القاعدة الدستورية والحكومة الجديدة، وتقديم الدعم اللازم للبرلمان الليبي الشرعي في مواجهة ضغوطات وليامز والمبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند، ومحاولاتهما تخريب أي فرصة للمصالحة الليبية".