صالح وحفتر في القاهرة.. هل تستطيع مصر كسر الجمود السياسي الليبي؟
بعد يومين من تصريحات لرئيس حكومة استقرار ليبيا فتحي باشاغا بدخوله العاصمة طرابلس سلمًيا، باتت تظهر مؤشرات على إمكانية حلحلة أزمة الحكومتين قريبًا.
أحد تلك المؤشرات، ما تحدثت عنه مصادر ليبية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، عن أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، يجريان زيارة حاليًا إلى العاصمة المصرية القاهرة، للتنسيق والتشاور.
وقالت المصادر الليبية، إن الزيارة التي بدأت مساء أمس الأحد، تأتي في إطار التحركات التي تقودها القاهرة لحلحلة أزمة "تعنت" الدبيبة في تسليم السلطة، بشكل يجنب العاصمة طرابلس، اندلاع حرب جديدة.
وأوضحت المصادر، أن القاهرة التي تعد لاعبًا أساسيًا في المصالحة بين الأطراف الليبية، تحاول من خلال ثقلها الدبلوماسي والإقليمي، تقريب وجهات النظر، ومنع تصاعد الأزمة الحالية.
توقيت "هام"
زيارة تأتي في توقيت "هام"، وخاصة أنها تأتي بعد ساعات من لقاء السفيرة البريطانية في ليبيا كارولين هورندل إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا، ولقائها مسؤولين فاعلين، على رأسهم القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر.
اللقاء البريطاني – الليبي، قالت عنه الدبلوماسية كارولين، إنها دعت خلاله جميع الأطراف في ليبيا على التواصل مع المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز، لتجنب عودة الحرب.
كما تأتي زيارة حفتر وصالح إلى القاهرة، بعد أيام ثلاثة من فشل مشاورات تونس، والتي قاطعها البرلمان، معتبرًا إياها مسارًا موازيًا، لذلك الذي أعلن عنه وتوج بالإعلان الدستوري الثاني عشر.
مؤشرات وتوقيتات "هامة"، قال عنها عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي علي التكبالي، إن المشاورات بين القاهرة وبنغازي دائما موجودة، مشيرًا إلى أن القاهرة لاعب أساسي في المصالحة بين الأطراف.
كسر الجمود
وحول سر التوقيت، قال التكبالي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنها تأتي لكسر الجمود السياسي حاليا بعد تعنت الدبيبة ومحاولة لتسريع عمل الحكومة من طرابلس، مشيرًا إلى أن الأخير "متعنت" جدا، فرغم تخلي حلفائه عنه، إلا أنه ما زال يعتمد على المليشيات التي يدفع لها.
وأوضح عضو لجنة الدفاع بالبرلمان، أن ما وصفه بتدخل المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز أضر بالأزمة السياسية، مشيرًا إلى أنه كان هناك تقارب بين الأطراف الليبية، إلا أن دخول ويليامز على الخط، جذبت ما يعرف بـ"الأعلى للدولة" إليها، ودفع بعض النواب للخرود رافضين التمديد.
محادثات سياسية
ورغم ذلك، إلا أنه أكد أن هناك محادثات سياسية جارية حاليًا بين الأطراف الليبية تبشر بانفراجة قريبة لأزمة الحكومتين، وخاصة بعد "إصرار" باشاغا على أن دخوله إلى العاصمة طرابلس سيكون سلمًا.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الزيارة جاءت بناء على دعوة من القاهرة للتشاور حول تطورات الأوضاع في ليبيا، في ظل تخوف دولي من عودة النزاع المسلح في ليبيا، وسط حالة التحشيد التي تقوم بها بعض المليشيات العسكرية غرب البلاد.
تعنت الدبيبة
وحول إمكانية مساهمة القاهرة في حلحلة "تعنت" الدبيبة، قال المحلل الليبي، إن العاصمة المصرية لها كلمة مسموعة بالمحيط الإقليمي، كما أن أمنها القومي مرتبط بالاستقرار في ليبيا، ما يؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح للدبيبة وغيره بزعزعة الاستقرار الليبي.
وأوضح بلعيد، أن القاهرة ستضغط بشكل أو بآخر على الدبيبة وداعميه للانصهار في الوفاق الداخلي الجديد، خاصة في ظل ما أثير بشأن تحسن علاقة القاهرة بأنقرة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز