سفيرة بريطانيا لأول مرة ببنغازي.. استرضاء البرلمان ونهاية لدعم الدبيبة
بعد يومين من فشل مشاورات تونس، إثر مقاطعتها برلمانيًا، أعلنت السفيرة البريطانية كارولين هورندل عن زيارة هي الأولى لها إلى شرقي ليبيا.
وقالت الدبلوماسية البريطانية التي أثارت غضبًا في ليبيا قبل أشهر، في تغريدة نشرتها السفارة البريطانية في ليبيا، إنها بدأت زيارة إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا، هي الأولى لها، معبرة عن أمانيها في أن تكون بداية للعديد من الزيارات إلى المنطقة.
وأوضحت السفيرة كارولين، أنها تتطلع إلى زيارة شرق ليبيا، مشيرة إلى أن مهمتها في البلد الأفريقي تتمثل في تعزيز العلاقات بين البلدين.
جهود أممية
ودعت الدبلوماسية البريطانية، جميع الأطراف على المشاركة في جهود المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، لقيادة العملية السياسية.
وسلمت السفيرة البريطانية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، عميد بلدية بنغازي الصقر بوجواري، معدات للوقاية الشخصية الصحية مخصصة إلى بنغازي، وسبها وطرابلس.
تأتي الزيارة بعد يومين من إعلان المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز انتهاء مشاورات تونس، والتي قاطعها البرلمان، معتبرًا إياها مسارًا موازيًا.
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الجميع بات يدرك فشل مشاورات وليامز ومحاولتها إعادة مسار التسوية إلى المربع الأول.
وأشار إلى أن الموقف البريطاني بدأ يشهد تغيرا، فلندن تسعى لضمان عدم تأثر صادرات النفط والغاز الليبيين في هذا الظرف الحرج الذي يمر به العالم.
أحقية البرلمان
وأوضح المحلل الليبي أن الزيارة الأولى للسفيرة البريطانية لبنغازي تشير لاقتناع بلادها بأحقية البرلمان في سن قوانين الانتخابات وتغيير الحكومة في ليبيا وتخليها عن دعم عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، والذي لا يزال متمسكا بعدم تسليم السلطة لخلفه فتحي باشاغا.
الزيارة تأتي -كذلك- بعد أشهر من أزمة أثارتها السفيرة البريطانية ببيان مثير للجدل، أصدرته أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، معلنة فيه تمسكها باستمرار حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها، وهو ما أغضب نوابا ليبيين ودفعهم للمطالبة في جلسة خصصت للرد عليها، باعتبار الدبلوماسية البريطانية شخصًا غير مرغوب فيه.
إصلاح مواقفها
الزيارة تحاول من خلالها السفيرة البريطانية إصلاح مواقفها السابقة واسترضاء البرلمان الليبي، بحسب المحلل الليبي كامل المرعاش.
ويعتبر المرعاش أن هذه الزيارة تأتي بتوجيه مباشر من وزارة الخارجية البريطانية للوزيرة بعد تصريحاتها "المثيرة للجدل"، وتدخلها المباشر في مسألة من يقر القاعدة الدستورية ومن يقر اعتماد حكومة جديدة.
وأوضح المحلل الليبي أنه بعد الانتقادات اللاذعة من البرلمان، حاولت بريطانيا تصحيح مواقفها، خوفا من غضبة الليبيين الذين استفزتهم تصريحات السفيرة، محاولة ضمان عدم تأثر إمدادات النفط، خاصة في الوقت الذي تعاني فيه سوق النفط والغاز من نقص الإمدادات بسبب مقاطعة الدول الغربية لنفط وغاز روسيا على خلفية الصراع في أوكرانيا.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز