غضب ضد سفيرة بريطانيا لدى ليبيا.. والمنقوش تغرد بعيدا
ساد جانبا من الشارع السياسي الليبي غضب شديد من تصريحات السفارة البريطانية، أمس الجمعة، والتي عدوها تدخلا في الشأن الداخلي.
ودشن عدد من الناشطين السياسيين الليبيين حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهاشتاقات تدعو لطرد السفيرة البريطانية لدى ليبيا من بينها "#طرد_السفيرة_البريطانية_من_ليبيا".
تلك الأصوات الليبية الغاضبة جاءت ردا على بيان سفارة المملكة، الجمعة، والذي أعلنت فيه تمسكها باستمرار الحكومة المنتهية ولايتها في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، والذي اعتبروه تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الليبي.
من جانبه أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، طلال الميهوب، أن ما صرحت به السفارة تدخل غير مقبول من سفيرة المملكة المتحدة في الشأن الداخلي، كما حذرها من هذا التصرف وطالبها باحترام السيادة الليبية.
وقال الميهوب، في بيان له السبت، إن الليبيين كانوا ينتظرون يوم 24 ديسمبر للوصول إلى انتخاب رئيس للبلاد لأول مرة في التاريخ والتي تم تأجيلها بتأثير التدخل الأجنبي.
ويرى الميهوب أنه في ظل وجود المرتزقة والقوات الأجنبية وفي ظل المليشيات التابعة لتيار الإسلام السياسي فإن إجراء انتخابات ستكون غير مجدية وليست شفافة.
أما أحمد حمزة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، فاعتبر أن تصريحات السفارة تدخل سافر وواضح وصريح في الشؤون الداخلية.
وقال حمزة إن "من يحدد الشرعية في ليبيا هو الشعب الليبي صاحب القرار ومصدر السلطات والشرعية، وليست تغريدة من سفارة غربية تمارس أسلوب الوصاية على الشؤون الداخلية لليبيا في ذكرى الاستقلال الوطني".
ودعا عبر حسابه على "فيسبوك"، لاتخاذ موقف من جانب السلطات الليبية حيال ما وصفه بـ"عبث وإسفاف السفارة البريطانية والسفيرة التي أخلت بأدبيات العمل السياسي والدبلوماسي وبما يتناقض حتى مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية".
تغريدات بعيدة
وبعيدا عن الضغط الشعبي غردت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية والتعاون الدولي، مؤكدة أن "الانتخابات ليست هدفاً في حد ذاتها، ولكنها أداة لتحقيق الاستقرار، ويجب على الليبيين والمجتمع الدولي أن يدركوا ذلك"، وفق قولها.
وأضافت المنقوش، عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أن الانتخابات يجب أن تنطلق من مبدأ المصالحة وقاعدة دستورية وتوحيد المؤسسات.
وتلقت تغريدات المنقوش غضبا من الليبيين الذين طالبوها بممارسة عملها الدبلوماسي واتخاذ موقف ضد انتهاك السيادة الليبية من قبل سفيرة غربية، وفق قولهم.
وأبدت الإعلامية الليبية، ريم البركي، في تعليقها على تغريدة المنقوش استغرابها من المطالبات الموجهة لوزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش باستدعاء السفيرة البريطانية في ليبيا للاحتجاج على تصريحاتها الأخيرة التي طالبت فيها الأخيرة بالإبقاء على حكومة الدبيبة.
وقالت البركي، إن وزيرة الخارجية هي الضلع الثالث في مثلث الحكومة والتي رافقت رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة ووزير الدولة لشؤون الاتصال السياسي وليد اللافي المقرب من الجماعات الإسلامية، في جولات حشد الدعم الدولي للحكومة وهي صاحبة مقترح الاستقرار أولًا، الذي يدعو لتأجيل الانتخابات إلى حين استقرار ليبيا.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز