لـ"منع الحرب".. مطالبات ليبية بتضامن دولي مع "حكومة باشاغا"
تحذيرات برلمانية من آثار "خطيرة" لـ"تجاهل" بعض القوى الدولية لـ"حكومة الاستقرار" في ليبيا برئاسة فتحي باشاغا التي لم تتسلم مهامها بعد.
فرغم مرور أسابيع على تأدية حكومة باشاغا اليمين الدستورية وتسلمها مقار الحكومة السابقة في المنطقتين الشرقية والجنوبية، إلا أنها لم تتمكن بعد من دخول العاصمة طرابلس، لـ"تعنت" رئيس الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة في تسليم السلطة.
"تعنت" الدبيبة و"حرص" حكومة باشاغا على عدم "إراقة الدماء" خلال محاولتها الدخول لطرابلس بالقوة، جعلا من موقف الدول الغربية تجاه موقف الحكومة الشرعية موضع تساؤل؛ فبينما أيدها البعض أحجمت دول أخرى عن دعمها بشكل صريح.
آثار خطيرة
ذلك الموقف، دفع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، يوسف العقوري، إلى التأكيد على أنه يجب أن تحظى الحكومة بالإجماع الذي سيؤهلها للعمل للتحضير للانتخابات وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، محذرًا من أن تجاهل ذلك سيؤدى لآثار "خطيرة" على المسار الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة .
وأكد العقوري خلال لقائه "افتراضيًا" نائب السفير الأمريكي لدى ليبيا ليزلي أوردمان، على ضرورة احترام العملية الديمقراطية ودور البرلمان الذي يمثل إرادة الشعب الليبي في اختيار حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا والتي تمثل جميع الأطراف الليبية.
ظروف سيئة
كما أكد على ضرورة أن تعمل المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز على التنسيق مع لجنة خارطة الطريق التي تم اختيارها من قبل مجلس النواب للاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مشدداُ على ضرورة الاستماع إلى وجهات النظر من كافة مناطق ليبيا وليس الاكتفاء بمنطقة معينة، وإعطاء الأولوية للعمل المشترك للاهتمام بالجنوب الذي يعاني ظروفا سيئة.
بدوره، أكد نائب السفير الأمريكي لدى ليبيا "حرص" بلاده على دعم الاستقرار في ليبيا، وضرورة استمرار التنسيق وتبادل وجهات النظر، وأن تكون الأولوية لتنظيم الانتخابات وإعداد الظروف المناسبة لنجاحها وفقا للقاعدة الدستورية.
مشاورات تونس حول انتخابات ليبيا.. مصير غامض وتساؤلات "حائرة"
موقف البرلمان والذي يتناغم مع "رفضه" المشاورات التي تقودها ويليامز في تونس، حول القاعدة الدستورية، قال عنه المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، إنه جاء بعد أن استشعر مجلس النواب، الخطر على الاقتصاد الليبي والوضع المعيشي للمواطن، من استمرار حكومة الدبيبة.
إهدار وفساد
وأوضح المحلل الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن بقاء الدبيبة لأي فترة زمنية سيؤدي لـ"إهدار كبير" للمال العام ونفاد الاحتياطي من النقد الأجنبي نتيجة "الفساد الكبير" الذي تتسم به، إضافه إلى سياسات رئيس الحكومة السابقة التي وصفها بـ"الاستفزازية" في تعامله مع القوات المسلحة الليبية واعتبارها خصمًا، مما قد يؤدي لانهيار وقف إطلاق النار وعودة الحرب من جديد، على حد قوله.
أزمة رواتب الجيش الليبي.. مناورة الدبيبة الأخيرة للبقاء في السلطة
وأشار إلى أن المجتمع الدولي بات يرى أن فتحي باشاغا هو الشخص الوحيد من الغرب الليبي القادر على العمل في الشرق والجنوب والغرب، كما أنه سيكون "الضامن" لعدم عودة الحرب من جديد.
وحول إمكانية تفاعل المجتمع الدولي مع التحذير البرلماني، قال المحلل الليبي إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع الملف الليبي بحذر؛ مشيرًا إلى أن هناك تصريحات لبعض المسؤولين الأمريكيين تدعم حكومة باشاغا؛ كونه "القادر" على قيادة ليبيا المرحلة المقبلة.
موقف دولي
أما عن موقف الأمم المتحدة، فأكد المحلل الليبي، أنه لا يعول عليه كثير خصوصا أن خارطة طريق بعثتها الأممية إلى ليبيا لم يكتب لها النجاح، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستحاول إيجاد مشروع حوار جديد من أجل "إدارة الأزمة وليس حلها".
موقف أيده المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، الذي اتهم في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أمريكا وبريطانيا وروسيا وما يسمى بالمجتمع الدولي، بصنع أزمة "إلغاء الانتخابات" التي تعاني ليبيا عواقبها اليوم.
وحذر المحلل الليبي من احتمالات عودة العنف مجددًا إلى ليبيا، مع عودة "توازي" الحكومات، فيما المجتمع الدولي بصدد "إدارة هذه الأزمة اليوم وتفريخها".
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg جزيرة ام اند امز