"منح الزواج" في ليبيا.. وعود انتخابية تحاصر الدبيبة
غضب يسري في أوصال الشارع الليبي تنديدا بعدم صرف منح للزواج سبق أن تعهد بها في إطار وعود انتخابية رئيس الحكومة السابقة الرافض تسليم منصبه عبدالحميد الدبيبة.
ووفق مصادر "العين الإخبارية"، تظاهر بالعاصمة الليبية طرابلس عدد من الشباب من الذين كان من المفترض أن يحصلوا على منح الزواج بعد عقد القران، لكنهم لا يزالون بانتظار ذلك، في احتجاجات بدأت الأمس ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
وطالب المحتجون الدبيبة بالإيفاء بوعوده وصرف المنحة المخصصة لدعم الشباب بمواجهة نفقات الزواج.
وأكد مُحتجون أن "الدبيبة أصدر قرارًا وعليه البحث عن حل لنا قبل رمضان"، مشيرين إلى أنهم لا يريدون سوى حقوقهم للإيفاء بالتزاماتهم المعيشية.
وطالت موجة الغلاء العديد من السلع الأساسية في ليبيا منها الدقيق وزيت الطعام والسكر، فضلاً عن أزمة تأخر المرتبات.
وشكل ارتفاع الأسعار حملا جديدا أثقل كاهل المواطن الليبي في مواجهة التحديات خاصة عقب اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، وما تلاها من تداعيات طالت العالم بأسره.
ومع اقتراب شهر رمضان، تفاقمت المعاناة ليشعر معظم الليبيين بضنك العيش مع انعدام شبه كلي للسيولة النقدية والمحروقات، وارتفاع أسعار الدقيق والزيت ورغيف الخبز.
في بداية شهر فبراير/ شباط الماضي، أعلن الدبيبة صرف مبلغ ضخم في إطار مشروع تيسير الزواج، وتعهد بالاستمرار في منحة دعم الزواج بواقع 40 ألف دينار ليبي لكل شاب وشابة مقبل على الزواج.
ويتمسك الدبيبة بالسلطة رافضا تسليمها لحكومة فتحي باشاغا، كما بدأ بحشد قوات عسكرية في العاصمة للدفاع عن حكومته.
وعود انتخابية
وقال المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، إن الدبيبة استخدم منح الزواج كوعود ودعاية انتخابية قبل فشل إجراء انتخابات 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأضاف الأوجلي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن عددا من الشباب سارعوا بعقد الزواج بانتظار الحصول على المنح، و"لكن بعد فشل إجراء الانتخابات أصبحت المنح حديث الساعة، لأنها أصبحت وعودا كلامية، وتركهم في مواجهة صعوبات الحياة لوحدهم".
ولفت الخبير إلى ارتفاع سعر الصرف مع بداية الأزمة الأوكرانية الروسية وارتفاع أسعار المنتجات ما رفع معدلات التضخم وفاقم معاناة الأسر وخاصة الشباب المتزوج حديثا.
واعتبر الأوجلي أن تلك الوعود "غير الحقيقية" والمظاهرات ستدفع بالدبيبة إلى تسليم السلطة سريعا للحكومة الجديدة المكلفة من مجلس النواب.
وأعرب عن اعتقاده أن احتجاجات الشباب المتواصلة خلال الأيام الماضية واليوم الخميس، ستشكل دفعة لاستكمال الضغط الدولي على الدبيبة لتسليم السلطة إلى باشاغا وإنقاذ البلاد.
وبالنسبة له، فإن "الدبيبة يتلاعب باقتصاد ومصير الدولة وأحلام الشباب مما سيجعله يخرج من الباب الضيق برفض شعبي كبير".
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز