خبيران ليبيان: السراج يجري تغييرات أمنية خشية الغرق
محاولة السراج لامتصاص الغضب الشعبي ضده واستياء الليبيين من الوضع المعيشي قادته لتغيير وزير الداخلية والدفاع ورئيس الأركان العامة
قادت حالة الغضب الشعبي الكبير ضد حكومة فايز السراج غير الدستورية والمظاهرات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس منذ الأحد الماضي، إلى تعديل وزاري طال وزير الداخلية والدفاع ورئيس الأركان العامة في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي ضده وحالة الاستياء من الوضع المعيشي.
ويقول مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي رمزي الرميح لـ"العين الإخبارية" إن "السراج يعيش اليوم حالة من التخبط الذي ورط نفسه فيه عندما خرج في خطابه بمناسبة انطلاق المظاهرات الشعبية التي تطالب بحقوق مشروعة للمواطن الليبي الذي ذاق الأمرين من السراج ومليشياته والمرتزقة اللذين تجلبهم تركيا".
وتابع "الرميح"، وهو مستشار سابق لوزارة الدفاع الليبية، إن التغييرات الأمنية التي يقوم بها السراج الآن والتضحية ببعض الوزراء من أجل ألا تغرق هذه الحكومة ماهو إلا محاولة منه للنجاة بنفسه.
وأشار إلى أن السراج يحاول إيهام المتظاهرين بأنه يقوم بإصلاحات ولكن كل هذه التحركات والقرارات والتعيينات الجديدة جاءت من المتحكم الأساسي في صناعة القرار في العاصمة طرابلس وهم المليشيات وقادتها التي تتلقى الأوامر من تركيا وقطر.
وأضاف"الرميح" أن "إزالة فتحي باشا أغا من وزارة الداخلية لن يدوم طويلا وما هو إلا لعبة من السراج وأن باشا أغا مدعوم من تركيا وهو الفتى المدلل لديها فلن يستطيع إزاحته نهائيا من المشهد".
ونبه إلى تنسيق جار بين السراج والجانب التركي من أجل الوساطة بينه وبين باشا أغا .
ونوه إلى أن "كل المعطيات التي في الساحة الآن ووقوف باشا أغا مع المتظاهرين ليس كونه يدعم المظاهرات السلمية التي خرجت على الفساد والفاسدين إنما من أجل مخطط تركي لاستبدال باشا أغا بالسراج.
وفي سياق متصل، يرى الباحث السياسي والاستراتيجي الليبي محمد الأسمر أن العالم الآن أصبح يدرس إعادة تشكيل مجلس رئاسي جديد وفقا لمخرجات القاهرة ومبادرة رئيس مجلس النواب التي تنص على إعادة تشكيل المجلس الرئاسي، والسراج يحس بخطر استبداله بباشا أغا ويقوم بإقالة بعض الوزراء وتعيين شخصية من مدينة مصراتة رئيسا لأركان مليشياته من أجل إرضاء المليشيات المسلحة الموجودة بها وهي وقود لمعركته القادمة أمام القوات المسلحة.
وتابع "الأسمر" في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "العاصمة طرابلس الآن على فوهة بركان إذا انفجر فإننا سوف نلاحظ تساقط الكثيرين ممن راهنوا على حكومة السراج غير الشرعية".
ويرى باحثون أن التغيرات الجذرية في حكومة السراج غير الدستورية هي بتعليمات تركية قطرية من أجل امتصاص الغضب الشعبي الكبير ضد حكومة السراج المدعومة من تركيا وقطر ومحاولة لإجهاض المظاهرات السلمية وقمعها، وتعيين القادة العسكرين الجدد لقمع هذه المظاهرات والاستعداد لأي مواجهات مسلحة نتيجة لاحتقان الشارع بالعاصمة.
يشار إلى أن فايز السراج أصدر في وقت سابق، السبت، قرارات بشأن تكليف محمد علي أحمد الحداد رئيسا لأركان المليشيات العامة وصلاح الدين علي عبدالله النمروش وزيرا مفوضا لدفاعها وسط احتقان كبير وإعلان حالة من النفير العام للمليشيات المسيطرة على العاصمة طرابلس.
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز